إنّ أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم هم خير جيل عرفته البشرية كلّها، وهم خير الخلق بعد الأنبياء والمرسلين صلوات ربّي وسلامه عليهم. قوم اختارهم الله لصُحبة نبيِّه، أبرّهم قلوباً وأعمقها فكراً وأقلّها تكلّفاً، ولابدّ للمتأخر أن يعرف فضل المتقدم، ذلك لأنّنا نعيش زماناً نفتقد فيه إلى القدوة الصّالحة. والصّحابة رضوان الله عليهم هم العظماء والأبطال والقدوة، سطَّروا تاريخهم على جبين التاريخ بسطور من نور، خاصة في هذا العصر الّذي نعيش فيه مَعْمَعة الأفكار واضطراب الموازين وموالاة الكافرين، والله المستعان. ولاشكَّ أنّ محبّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم منزلة من أعظم المنازل ''إيَّاك نعبُد وإيَّاك نستعين''، بل فضيلة من فضائل القرآن. سُئِل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه كيف كان حبِّكم لنبيّكم صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: ''أكثر من أموالنا وأولادنا وضيعاننا وأكثر من الماء البارد على الظمأ''.