تسبب توقف محطة الضخ بمطار رابح بيطاط في عنابة، التي غمرتها مياه الوديان، في حرمان كلي لسكان أحياء عنابة وبلدياتها من التزود بالماء الصالح للشرب منذ حوالي أربعة أيام، في الوقت الذي لا تزال فيه العمارات بعدة أحياء محاصرة بالمياه بعد مرور أكثر من 72 ساعة من الاضطرابات الجوية الأخيرة. أكد مدير وحدة مؤسسة المياه والتطهير لعنابة والطارف ''سياتا'' أن طاقة عمل محطة المعالجة بالشعيبة ارتفعت من 1700 متر مكعب إلى 1900 متر مكعب في الساعة، في انتظار أن تعود إلى العمل الطبيعي ب3600 متر مكعب في الساعة بصفة تدريجية بداية من مساء الأحد. وأرجع المسؤول ذاته سبب قطع الماء عن 90 بالمائة من سكان أحياء وبلديات عنابة منذ حوالي أربعة أيام إلى توقف سد ماكسة بعد أن غمرته الأتربة والمواد العضوية إلى درجة أنه لم يعد صالحا لتزويد السكان بمياهه، وكذا توقف محطة الضخ الرئيسية بالملاحة بمحاذاة مطار رابح بيطاط، التي غمرتها مياه الوديان، نتيجة الفيضانات، التي عرفتها ولاية الطارف، ووجودها في منطقة منخفضة. وأضاف أن العودة التدريجية للمياه إلى الحنفيات تتم انطلاقا من سد الشافية، الذي يمون 40 بالمائة من سكان ولاية عنابة، وهو السد الذي غمرته الأتربة، حيث تمت معالجة مياهه بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60 بالمائة، فيما لا يزال سد ماكسة متوقفا بنسبة 100 بالمائة، وأكد أن فرق عمل مؤسسة سياتا متواجدة على مستوى كل من سد ماكسة ومحطة الضخ للإسراع في إعادة الوضعية إلى ما كانت عليه. إلى جانب ذلك، لا تزال العديد من العمارات بعدة أحياء سكنية في عنابة تحاصرها المياه رغم مرور أكثر من 72 ساعة على التقلبات الجوية، التي عرفت نسبة تساقط للإمطار تجاوزت 82 ملمتر خلال 48 ساعة، كما هو الحال بعمارات حي 82 مسكنا لمؤسسة ترقية السكن العالي بالريم، وكذا عمارات بحي الأبطال، وسكنات أرضية بسيدي إبراهيم وحي لاكولون. وقد صب السكان جام غضبهم على المصالح التقنية بالبلدية، التي لم تتدخل، خاصة على مستوى القطاع الحضري الثالث بالسهل الغربي، حيث لجأوا إلى الاستعانة بالعجالات المطاطية والمتاريس للوصول إلى مداخل عماراتهم، ولاسيما أن مصالح الحماية المدنية لم يكن بوسعها التدخل في مثل هذه الأماكن لانشغالها بعمليات امتصاص المياه في الطرقات والمرافق العمومية، وخاصة المؤسسات التربوية.