انخفض منسوب سد ماكسة بالطارف ككل سنة في هذه الفترة إلى أدنى مستواه، في الطبقة المتعفنة بالوحل ومياه مصبات المياه القذرة، وكان من المنتظر وضع سد ماكسة الجديد في الخدمة لتصب مياهه عبر قناة في سد ماكسة، غير أن ذلك لم يكن لأسباب لم يتم الإعلان عنها. قاطع سكان ولايتي عنابة والطارف، بمجموع يزيد عن 800 ألف نسمة في المناطق الحضرية والريفية التي يتزودون فيها بمياه سد ماكسة، المياه التي تحمل روائح كريهة وأتربة وشوائب ملوثة وذات لون داكن لعدم صلاحيتها في كل الاستعمالات، لما تشكله من مخاطر صحية، حسب التحاليل المخبرية التي لجأت إليها جمعيات الأحياء، فيما تمسكت مديرة الري بالطارف بتحاليلها التي بررت صحية مياه ماكسة للإستهلاك. وفي المناطق المتضررة لجأت العائلات إلى الدلاء والعبوات من المياه المعنية، إلى درجة فقدانها في الأسواق، كما تضاعف عدد الصهاريج المتنقلة لباعة المياه العذبة بجميع أنحاء المناطق والأحياء المتضررة، بحكم الطلب الكبير على المياه. وكان منتظرا مع نهاية شهر أوت المنصرم وضع مياه سد بوقوس الجديد بسعة 72 مليون متر مكعب بالطارف في الخدمة، ليدعم سد ماكسة بسعة 48 مليون متر مكعب في الجوار القريب عبر قناة طولها لا يتجاوز 5,2 كلم، ليرفع منسوب سد ماكسة الذي يتوفر على محطة التطهير، غير أن ذلك لم يكن كما كان مبرمجا لأسباب حاولنا الحصول على إجابات عنها من قبل مدير الري بالولاية، الذي لم يرد على مكالماتنا. وفي اتصال بكل من رئيس بلدية بوقوس ورئيس المجلس الشعبي الولائي، أكدا بأن سد بوقوس الجديد ذو المنسوب الهام من المياه لم يدخل مرحلة الاستغلال كما كان مقررا هذه السنة لأسباب تبقى مجهولة. ومعلوم أن سد ماكسة يتراجع منسوبه المائي كل صائفة، ومع نهاية شهر أوت تصل عمليات الضخ إلى الطبقة الدنيا التي تتشكل من مصبات مياه التصريف الصحي لبلدية بوقوس والتجمعات العمرانية الريفية المجاورة، يضاف إليها الجثث المتعفنة للحيوانات البرية التي تغرق في أوحال السد. ومثل هذه الحالة كانت قد تسببت خريف السنة الماضية في إصابات بالتيفويد في الكثير من المناطق بالولايتين، رغم تحجيم أسباب مصدر الوباء وتبريره بحالات أخرى.