ذكرت صحيفة ''الديلي تلغراف'' البريطانية أن ''الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية، مائير داجان، قد طالب حكومة بلاده بالبحث عن خيارات جديدة للتعامل مع الملف النووي الإيراني، بعيدا عن شن هجوم عسكري يستهدف المواقع النووية الإيرانية''، ما يكشف عن وجود خلافات في الرؤى بين المؤسستين السياسية والعسكرية في إسرائيل. وأبرز المسؤول الإسرائيلي السابق أن ''هناك حاجة ملحة للحذر، خصوصا بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، والتي ألمح خلالها إلى إمكانية شن هجوم عسكري على إيران''، مشددا على ''ضرورة تبني خيارات أخرى، خصوصا وأن الخيار العسكري قد تكون له تداعيات سلبية بالغة''. واقترح داجان على حكومته أن تقدم الدعم اللازم لمجموعات المعارضة الإيرانية التي تسعى إلى تحقيق التغيير هناك''، موضحا أن ''تبني فكرة الهجوم العسكري من دون محاولة انتهاج طرق أخرى يعد خطأ كبيرا''. وأضاف داجان، في حوار تلفزيوني نقاته الصحيفة البريطانية، أنه ''كان هناك وقت كاف للتعامل مع إيران بطرق أخرى تبتعد تماما عن الخيار العسكري''، معتبرا أنه ''من واجبنا أن نقدم يد العون والمساعدة لأي فصيل داخل إيران يسعى أن يمثل معارضة حقيقية للنظام القائم''. وأشار المسؤول الإسرائيلي السابق إلى أن ''الإيرانيين يدرسون جيدا خطواتهم في المجال النووي، وكذلك تداعيات كل خطوة منها''، مؤكدا أن ''الدولة الفارسية تتعامل بحرص شديد فيما يخص مشروعها النووي''. ورأى أنه ''لو كان من الضروري أن يتم اتخاذ إجراء عسكري ضد إيران، فإنه من الأفضل أن تقوم الولاياتالمتحدة بهذا الإجراء، وليس إسرائيل''. في المقابل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول أمس الخميس، إن إسرائيل ستعطي فرصة للعقوبات على إيران كي تؤتي نتائجها، ولن تهاجم منشآتها النووية، لا خلال أيام ولا خلال أسابيع. وأشار نتنياهو، في مقابلة مسجلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية، بعد عودته من محادثات في واشنطن إلى أنه لا يعلم توقيت بدء الحرب، ''فالمسألة ليست أياما ولا أسابيع، لكنها أيضا ليست مسألة سنوات، والجميع يفهم ذلك''، وألمح إلى أن إسرائيل قد تلجأ للقوة إذا واصلت طهران، التي تنفي سعيها لامتلاك أسلحة نووية، تجاهلها للضغوط الدبلوماسية التي تفرضها القوى الكبرى عليها من أجل كبح برنامجها النووي. وأكد أن إسرائيل، وجميع مواطنيها، ستكون سعيدة إذا تم حل هذا الأمر سلميا. ونقل مصدر مقرب من المحادثات أن نتنياهو طمأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في محادثات بواشنطن الاثنين الماضي، بأن إسرائيل لم تتخذ قرارا بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لكنه لم يعط أي علامة على أنها تراجعت نهائيا عن خيار اللجوء للقوة العسكرية.