لنفرض أن عبد العزيز زياري كان على رأس قائمة جبهة التحرير في العاصمة وفاز وهو سيفوز بكل تأكيد إن رشح أو ترشح ثم نصب من جديد على رأس المجلس الشعبي الوطني لعهدة جديدة، فهل يغير ذلك شيئا في حياة الجزائر والجزائريين؟ لنفرض أن هذا الزياري استبعد من الترشح ووضع بدله على رأس قائمة جبهة بلخادم بولاية الجزائر، وزير التعليم العالي رشيد حراوبية، كما يروّج لذلك العديد من الأفالانيين، ولنفرض أن هذا الحراوبية فاز وهو سيفوز حتما إذا ما تصدر قائمة حزبه ونصب رئيسا للمجلس الشعبي الوطني، فهل أوضاع الجزائريين ستتغير بالاتجاه الذي يحلمون به؟ لنفرض أن كل وزراء جبهة التحرير وأعضاء مكتبها السياسي ترشحوا لتشريعيات العاشر ماي، وفازوا بمقاعدهم، ثم تبوأوا الصفوف الأمامية لمجلس زياري أو حراوبية... أو لنفرض العكس تماما، أي منع كل وزراء الجبهة وأعضاء مكتبها السياسي من الترشح، واستبدلوا بوجوه جديدة طرز بهم المجلس التشريعي القادم صفوفه الأمامية والوسطى والخلفية، فهل يغير هذا الأمر أو ذاك شيئا في حياة الجزائر والجزائريين؟ لنفرض أن جبهة التحرير فازت بأغلبية مقاعد الغرفة السفلى في الانتخابات التشريعية المرتقبة مطلع ماي القادم، أو خسرت مركزها الأول لصالح غريمها الدائم حزب الوزير الأول، وهذا احتمال وارد، لا لقوة حزب أويحيى، ولكن لوجود أو لرمزية وجود الأخير في منصب الوزير الأول، فهل يتغير حال الجزائر والجزائريين إلى وضع أفضل؟ أو لنفرض أن الحزبين: جبهة بلخادم وتجمّع أويحيى، فقدا موقعيهما الرياديين في المجلس التشريعي وخسرا الأغلبية التي تؤهلهما لتصدر المشهد السياسي، وبموازاة ذلك اندثرت حركة مجتمع السلم، ومقابل هذا تشكل المجلس الجديد من عشرات الأحزاب وعشرات المستقلين، وهو ما يدفع السلطة الحاكمة إلى جمع كل ما يمكن جمعه لمواجهة مستجدات المرحلة الجديدة، فهل تغير هذه الفسيفساء شيئا من واقع الجزائر والجزائريين؟ لننسى التشريعيات القادمة ومن ينجح فيها ومن يخسر، وممن سيتشكل المجلس الجديد... ونفرض أن بوتفليقة حافظ على الحكومة الحالية إلى غاية عام ألفين وأربعة عشر، وهو احتمال وارد، أو لنفرض العكس تماما، أي أقدم الرئيس بعد موعد العاشر ماي مباشرة على استبدال حكومته الحالية التي يرأسها أويحيى بأخرى يسند فيها منصب الوزير الأول إلى شخصية من الأفالان أو من حزب آخر أو لشخصية مستقلة، فهل تتغير حياة الجزائر والجزائريين، بالمحافظة على الحكومة الحالية أو باستبدالها بأخرى؟ كل شيء في الوضع الحالي... الصعب والمقلق والمخيف ومجهول الآفاق والمفتوح على كل الاحتمالات يوحي بشيء واحد، وهو أن حاضرنا مرشح للسفر في مستقبلنا، فهل يعقل في ظل هذا الإفلاس أن يصبح ملف ترشح وزراء الأفالان وأعضاء مكتبه السياسي قضية هامة تشغل الرأي العام الوطني، وتتصدر الصفحات الأولى لجرائدنا الوطنية؟ إن مشكلة الجزائر يا سادة يا كرام، أعمق من أن يسمح لسي عفيف بالترشح أو لا، وأخطر من أن يخلف حراوبية زياري في رئاسة المجلس المنتظر، فهل نحن منتبهون؟ [email protected]