عرض، أول أمس، العمل المسرحي الذي أنتج سنة 2011، ويحمل عنوان "عكس الحب"، المقتبس عن آخر نص للكاتب مولود فرعون، أحد أهم الأقلام الأدبية الجزائرية الذي اغتالته أيادي الغدر والهمجية للمنظمة العسكرية السرية الفرنسية، في 15 مارس 1962، شهورا فقط قبل الاستقلال، وأياما قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار 19 مارس 1962 . ويقدم العرض، الذي احتضنه المعهد الفرنسي بالجزائر، المقتبس عن نص يوميات مولود فرعون، من إخراج دومينيك لورسال وأداء كل من الممثل صاموائيل شوران، والعازف على الكمنجة مارك لورا، وصورة عن وضعية الجزائريين بمنطقة القبائل، قبل إطلاق الرصاصة الأولى نوفمبر 1954، إلى سنة 1962 ومقتل مولود فرعون. يستعرض المخرج في ديكور بسيط ونور خافت، رؤية كاتب ومثقف جزائري خالط المجتمع الفرنسي وعاش الظلم والتجويع والاحتقار الذي عانى منه الجزائريون، والتمييز في وطنهم المحتل، مع محاولة العودة إلى الأحداث المهمة التي شهدتها الفترة 1954 إلى 1962 وفهمها من الجانبين الفرنسي والجزائري. كما يقدم العرض أسباب عدم تقبل الجزائريين للفرنسيين، رغم بقاءهم 132 سنة، بطريقة نقدية تميل إلى السخرية من الفكر الاستعماري الذي تميز به المعمرون. وقام بتشريح الظاهرة الاستعمارية في الجزائر وفشلها في الاندماج مع الجزائريين أو إدماجهم في ثقافتها، ليخلص إلى أن الزواج بين المعمرين واجزائريين فشل، بل كان مستحيلا نظرا للاختلاف الصارخ بين الطرفين.