اتهمت المعارضة السورية، أمس، النظام بارتكاب مذبحة أخرى في مدينة درعا، جنوب سوريا، حيث أكدت لجان التنسيق المحلية سقوط أكثر من عشرين شخصا في قصف مدفعي على المدينة، فيما أكدت الأممالمتحدة أن وفدا من بعثة المراقبين تمكن من دخول موقع مجزرة ''القبير'' بريف حماة أمس، في إشارة إلى أن المراقبين وقفوا على آثار آليات عسكرية ثقيلة ومنازل متضررة جراء قصف صواريخ، إلا أنهم لم يتمكنوا من تأكيد عدد القتلى. في الغضون، أكد المجلس الوطني السوري المعارض أنه اتفق على تزكية عبد الباسط سيدا رئيسا للمجلس خلفا للرئيس المستقيل برهان غليون، على اعتبار أن الناشط الكردي من أكثر الشخصيات التي تضمن توافق كل التيارات الموجودة في المجلس المعارض، وبالنظر لكونه مستقلا ولا ينتمي لأي تيار سياسي ما جعله يحظى بالإجماع. ومن المنتظر أن يتم الإعلان الرسمي عن الرئيس الجديد بعد انتهاء اجتماع المجلس بإسطنبول اليوم، على أن يكون اختيار الرئيس خطوة نحو إعادة هيكلة المجلس بما يتماشى مع دعوات العواصمالغربية لتوحيد صفوف المعارضة السورية لتتمكن من لعب دور البديل الجدي للنظام والضامن لاستقرار مؤسسات الدولة السورية في حال سقوط النظام الحالي. في هذا السياق، أشارت تقارير دبلوماسية بريطانية فرنسية إلى أن خارجيتي الدولتين بصدد التحضير لمشروع قرار سيتم عرضه على مجلس الأمن، بحر الأسبوع القادم، ينص على فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، كما يطالب بتشكيل لجنة تقصي حقائق دولية بما يتماشى مع البند السابع لميثاق الأممالمتحدة من أجل معرفة حقيقة ما جرى في المناطق التي شهدت مجازر جماعية، الأمر الذي ترفضه السلطات السورية، التي تعتبر أن أي لجنة تحقيق أجنبية تعد بابا من أبواب التدخل الخارجي، في إشارة إلى أن تقارير المراقبين الدوليين كافية لمعرفة حقيقة ما حدث. من جانب آخر، جددت الولاياتالمتحدةالأمريكية موقفها الداعم لخطة الانتقال السياسي السلمي التي نصت عليها خطة كوفي عنان، حيث أشارت هيلاري كلينتون، وزيرة خارجية أمريكا، خلال لقاءها مع المبعوث الأممي كوفي عنان، أن إدارة البيت الأبيض ما تزال تدعم خطته، في إشارة إلى ضرورة تنسيق كل الجهود مع روسيا للتوصل إلى موقف دولي موحد. وبينما دعا المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى حتمية التوافق الدولي حول صيغة مشتركة للحل السياسي للأزمة السورية، جددت موسكو على لسان وزير خارجيتها موقفها ''الثابت الرافض لكل تدخل بالقوة في تغيير النظام في سوريا''، على حد تعبير وزير الخارجية، سيرغي لافروف، الذي طالب السلطات السورية بضرورة حماية مواطنيها، معترفا لأول مرة بالأخطاء المرتكبة من طرف النظام السوري.