قال الأمين العام لحركة النهضة إن في الجزائر ''مازالت آلة القتل والدمار تلاحق الجزائريين إلى يومنا هذا من خلال القنابل المزروعة، والإشعاعات النووية المدمرة التي أتت على الأخضر واليابس''. هذا الأمر يؤكد حسب فاتح ربيعي ''ضرورة تفعيل مشروع قانون تجريم الاستعمار المقبور''. يرى الأمين العام لحركة النهضة في كلمته، أمس، في افتتاح دورة المجلس الشوري أنه ''بقدر ما تستحق ذكرى الاستقلال الغالية من مظاهر الاحتفاء والاحتفال، فإنه من غير المعقول أن تنفق الأموال الباهظة على حفلات الرقص والمجون التي لا تمت إلى قيم الثورة بشيء''، مشيرا في انتقاداته إلى أنه ''كان يفترض أن تعود تلك الملايير على الفقراء والمعوزين بدلا من المغنين والراقصين''. وذكر ربيعي أنه ''حري بنا كجزائريين أن نتوقف للعبرة والتذكر عند الإنجازات فنثمنها، وعند الإخفاقات فنحرص على تفاديها''. وتساءل ربيعي ''هل الجزائر اليوم في مصاف الدول المتقدمة مثل الدول التي استقلت معها في نفس التاريخ، أم هي في ذيل الترتيب؟ هل الجيل الذي طاب جنانو مستعد لتسليم المشعل لجيل الاستقلال بالسلاسة التي تقتضيها التعددية والديمقراطية والتداول السلمي على السلطة؟ ليجيب '' أعتقد بأن خبراء الاقتصاد متفقون على أن اقتصاد الجزائر هش ومعرض للهزات في أي وقت، كونه مرتبطا بالريع البترولي، ولم يرتق إلى اقتصاد المنتج للثروة''. كما أشار إلى أن ''الجزائر غارقة في الفساد المالي والإداري، والحق ما شهد به أهل الحكم من تحكم مافيا المال في ثروة البلاد''. وعاد ربيعي إلى التشريعيات الماضية ليصف ما جرى يوم 10 ماي ب''المأساة'' والتي ظهرت حسبه جليا ''في عدم الإعلان عن تشكيل الحكومة بعد أن مضى على الانتخابات شهران كاملان، مما يوحي بإرباك لدى صانع القرار'' وكذا كما قال في ازدياد ''الهوة بين الحاكم والمحكوم، وبالتأكيد يزداد معها فقدان الثقة في العملية السياسية برمتها، وتنهار الثقة في مؤسسات الدولة''. وفي منظور الأمين العام للنهضة ''لا خيار للجزائر إلا بالعودة إلى الشرعية الشعبية، وتوقيف مسلسل النزوع نحو اللاشرعية، وما يتطلب ذلك من توافقات سياسية، تبدأ بتعديل الدستور، وتمر بإعادة النظر في قوانين الإصلاح وتنتهي بتنظيم انتخابات حرة وذات مصداقية''. وأعلن ربيعي أن التكتل سيجتمع شهر سبتمبر المقبل للإعلان عن المشاركة من عدمها في الانتخابات المحلية''، مفندا ما تداولته إحدى الصحف حول ''اتهام أحد مرشحي حركة النهضة في الاعتداء الإرهابي بورفلة مؤخرا'' واصفا ذلك ب''سلوك إعلامي غير مسؤول'' يسعى إلى ''تشويه سمعة الحركة''.