باب التوبة مفتوح لكلّ عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون. وعليه، نقول للسّائل الكريم سارع إلى مغفرة من ربّك بالتوبة النّصوح، مستغلاً النّفحات الربانية في هذا الشّهر الكريم، ''فإنّ التائب من الذنب كمَن لا ذنب له'' رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يُبدِّل سيّئاتهم حسنات. وقال تعالى: ''والّذين لا يَدعون مع الله إلهاً آخر ولا يَقتُلون النّفسَ الّتي حَرَّم الله إلاّ بالحقِّ ولا يزنون ومَن يفعَل ذلك يَلْقَ أتاماً × يُضاعف له العذاب يوم القيامة ويَخْلُد فيه مُهاناً × إلاّ مَن تاب وآمَن وعَمِل صالحاً فأولئِك يُبَدِّل الله سيِّئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً'' الفرقان68 70. وأركان التوبة النّصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبُعد عن جوّها وأصحابها وما يؤدّي إليها. النّدم على فعلها مع التّمنّي لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. تبرئة الذمة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله، كردّ المَظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإنّنا ندعو له بالمغفرة والرّحمة والخير عموماً مع ذكره بالخير حين يذكر في مجلس ما.