كانت السهرة السابعة من ليالي ثاموفادي محطة لتكريم سيدة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية، وهذا دون سابق تحضير وبرمجة، بعد أن لمس الجمهور العفوية في أداء أغانيها من الفنانين الذين تعاقبوا على الركح. تعتبر السهرة السابعة الأقل حضورا جماهيريا، مقارنة بباقي السهرات، لكن ميزتها الطلة الجميلة لضيفة الجزائر الفنانة صوفيا صادق التي تشارك لأول مرة في المهرجان، بأغنية عن الجزائر بعنوان ''جزائر حلوة ''، وزعها للنجمة التونسية، الجزائري فريد عوامر، ثم أعقبتها بأغنية أخرى حملت عنوان ''عهد الله، جزائر يا خضرا''، لتنتقل إلى إمتاع جمهورها بباقة من أغاني التراث التونسي، تجاوب معها الجمهور بقوة خاصة ''زينو يعجبني''، و''أمان أمان''، لتقدم للجمهور مفاجأة السهرة، عندما صدحت بأغنية من أروع ما قدمت أميرة الطرب العربي المرحومة وردة الجزائرية ''أكذب عليك''. وقد تمكنت صوفيا صادق وعلى مدار ساعة ونصف، من أن تؤدي باقة من أغانيها التي عرفها بها الجمهور الجزائري. كانت الفقرة الثانية من السهرة جزائرية خالصة، من خلال التجوال في مختلف الطبوع الفنية، والبداية مع النغمة القبائلية والقادم الجديد على ركح ثاموفادي دالي يوسف، الذي غنى عن الحب والأرض، وتفاعل الجمهور معه كثيرا، حينما ردد أغنية ''زويت رويت'' ذات الإيقاع الخفيف والراقص. كما سجلت النغمة السطايفية حضورها، من خلال الزاهي الشرايطي الذي أدى باقة من أغانيه التي احتواها ألبومه الأخير، على غرار ''نمشي في الظلمة''، ''أمشي ودير النية'' والتي لاقت تجاوبا من الجمهور الحاضر، ليترك المجال بعدها للنغمة الرايوية والشابة سهام التي صعدت على الركح وبادرت جمهورها بواحدة من مفاجآت السهرة، حينما أدت للراحلة السيدة وردة الجزائرية ''عيد الكرامة'' وكشف نجمة الراي عن قدرات عالية في تأدية طبوع غنائية أخرى. وحضرت النغمة القسنطينية بدورها في السهرة السابعة، من خلال صوت بن زينة الذي أمتع الحضور بال''يا شادلي يا بلحسن''، وكذا الأغنية الشهيرة ''أنا نحبك يا سارة''، ليكون مسك ختام السهرة بالنغمة الشاوية والمتألق فريد حوامد الذي أطل بالجديد على جمهوره، من خلال الأغنية الوطنية ''بلادي يا بلاد الخير'' والتي كانت قمة في الأداء والتوزيع، قبل أن يمتع جمهوره الذي بقي لساعة متأخرة من الليل في مدرجات مسرح ثاموفادي الجديد، بأغانيه الأخرى.
عبّرت الفنانة التونسية صوفيا صادق، عن سعادتها وهي تزور الجزائر للغناء فيها، خاصة في مهرجان تيمفاد الذي تطأه قدماها لأول مرة، وهذا في ثاني زيارة لها للجزائر. وأكدت صوفيا صادق أن الجزائر فاجأت العالم بأسره باستقرارها وعدم انجرافها وراء الربيع العربي، وهذا وإن دل على شيء، فإنما يدل على السياسة الحكيمة لرئيس الدولة السيد عبد العزيز بوتفليقة. وعن سر اختيارها لبداية وصلتها بأغنية عن الجزائر، ردت صوفيا صادق أن تجربتها وتعاملها الفني مع الموزع العالمي الجزائري فريد عوامر هو بذاته مفاجأة، و''الأغنية التي تغنت بتونس، فضلت أن أهديها للجزائر ولهذا الجمهور الرائع''. وكشفت صوفيا التي أدت أغنية لوردة الجزائرية، أنها بصدد التحضير لكوكتال من أجمل أغاني المرحومة. وعرجت صوفيا على موضوع غيابها فنيا، حيث اعتبرت أن من أسباب ابتعادها عن الساحة الفنية في فترة ثورة الياسمين، أنها لم تكن قادرة على الإبداع، لكن هذا لم يمنعها من التحضير لشريط جديد، قالت إنه سيكون مفاجأة لكل الوطن العربي، كما أنها بصدد التحضير لملحمة وطنية. وعن سر غيابها عن مهرجان قرطاج لهذه السنة، وحقيقة ما يتم تداوله من أن عدم مشاركتها هو قرار فوقي، ردت أنها لم تشارك في مهرجان قرطاج لهذه السنة، رغبة منها في العودة بقوة لجمهورها وفقط، لأنه ''لا يوجد هناك من يستطيع أن يمنعني من المشاركة، مضيفة ''كما أنني بصدد المشاركة في مهرجان المدينة بتونس والذي سأختتم طبعته لهذه السنة، وأحضر في نفس الوقت لأوبيرات بمصر، وكذا المشاركة في مهرجان بالإسكندرية، وفي البرنامج جولة بفرنسا''.