حذر الدكتور بواب ضياء الدين، أخصائي في أمراض الغدد وداء السكري ونائب رئيس الجمعية الجزائرية لداء السكري، فئة المصابين بالسكري، لاسيما كبار السن، من تعرّضهم لمضاعفات خلال شهر رمضان، جراء رفضهم لنصائح الأطباء بعدم الصوم. وكشف الدكتور بواب في تصريح ل''الخبر''، بأنه ومن خلال تحقيق أجراه على 330 مصاب بالداء على مستوى ولاية جيجل، تبيّن أن هناك 78 بالمائة من مجموع المرضى أو ما يعادل ثلاثة أرباع، يرفضون الاستجابة لنصائح الطبيب بعدم الصوم، أغلبهم يرجعون أسباب ذلك لتمسكهم بالدين الإسلامي، في حين يبرّر آخرون رفضهم الإفطار في رمضان بأسباب اجتماعية، تتعلق خاصة بتخوّفهم من نظرة العائلة والمجتمع إليهم. وغالبا ما يكون الشباب، يضيف المتحدث، أكثر تقبلا لفكرة عدم الصيام، عكس كبار السن المصابين، الذين كثيرا ما يرفضون رفضا قاطعا الفكرة، ويصرّون على صيام كل أيام الشهر الكريم، حتى وإن كلفهم ذلك تعرّضهم لمضاعفات خطيرة. وهي المضاعفات التي قد تصل، كما قال، إلى الهبوط الحاد في نسبة السكر في الدم، والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي التام، والإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، إضافة إلى الارتفاع الحاد في نسبة السكر في الدم والضغط الدموي. وفي هذا السياق، أوضح الدكتور بأن الدراسة التي أجراها بيّنت أن حوالي 69 بالمائة من المصابين الذين تعرّضوا لمضاعفات ناجمة عن عدم امتثالهم لنصائح الطبيب، عادوا للصوم من جديد بمجرد عودتهم إلى حالاتهم الطبيعية. واعتبر الدكتور بواب بأن المتفق عليه علميا هو عدم صوم مرضى السكري الذين يستعملون الأنسولين، وكذا نسبة كبيرة ممن يعالجون بالأقراص، مؤكدا أن الطبيب المعالج هو الوحيد المخوّل له السماح بالصوم.