يشرفني تشبيهي ب''مستر بين'' لكنني لست مثله رغم علامات الإرهاق التي كانت بادية على محيّاه، نتيجة خضوعه لحصص تدريبية مكثفة، إلا أن ابن مدينة عين الفوارة، الكوميدي الواعد مراد صاولي، أبى إلا أن يتواصل مع عشاقه ومحبيه، عبر صفحات ''الخبر'' التي سُعد كثيرا بتلبية دعوتها. يعترف مراد صاولي أن نور الدين مسعي هو صاحب الفضل في اكتشاف موهبته التي تعود أولى بداياتها إلى سنة 1989، حين كان عضوا في الفرقة المسرحية التي يرأسها نور الدين مسعي، بثانوية ''بن عليوي صالح'' في سطيف، قبل أن يلتحق بدار الشباب ''شخشوخ الزيتون'' بمدينة طنجة، حيث كوّن فرقة حرة سنة 1990، حملت باكورة إنتاجاتها المسرحية عنوان ''سفينة''. وبعد أربع سنوات، انتقل مراد إلى دار الثقافة ''هواري بومدين''، حيث قدّم عرضا للأطفال مع جمعية ''أمواج للإبداع الفني''، تحت عنوان ''الحيط تريست''. تلته مسرحية ''لبهاليل'' التي ألفها سنة 1996، لينقطع بعدها عن العطاء مدة سنتين، ثم يعود بأول عمل له كممثل، مع التعاونية الثقافية ''نجمة''، بعنوان ''اللعبة''، للمؤلف عبد اللطيف بوناب، أتبعه بإعادة لمسرحية ''الهملة'' سنة .2000 قبل أن يدشن انطلاقته الفعلية بمسرحية ''قافلة في حافلة''، للمخرج العمري بدار والمؤلف مراد بن شيخ. نقلة نوعية تحت الطلب موازاة مع النجاح الذي أحرزته مسرحية ''قافلة في حافلة''، يقول مراد، طلب مني الجمهور ارتداء عباءة ''المونولوغ''، فكان له ذلك سنة 2004 من خلال عرض ''برازيت''، الذي قادني في جولة إلى كل من تونس، المغرب، سوريا وفرنسا، مع العلم أنه حصد مرتين جائزة ''أحسن عرض متكامل''، واحدة ببسكرة في 2005، وأخرى بعنابة في 2007، وهي التجربة التي توّجت بأعمال موازية، منها ''بوزيد النص''، ''الكارتيست'' و''الكوستيم''، وكذا مونولوغ ''زواج بلا جواز'' الذي جمعه بالممثلة مفيدة عداس. من الخشبة إلى الكاميرا لم تقف موهبة ابن حي ''أولاد براهم'' عند الخشبة فحسب، بل تعدّتها إلى الكاميرا، حين تقمص دور البطولة في الفيلم السينمائي القصير ''علاقات خاطئة''، الذي أهّله لافتكاك الجائزة الأولى في مهرجان الفيلم القصير سنة .1998 ولأن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فإن مشاركته في سيت كوم ''الدكتور زرقو''، للمخرج شكيب خالفي، لم يكتب له أن يسير على خطى ''علاقات خاطئة''، حيث إنه لم يرَ النور منذ سنة 2010 لأسباب لا تزال مجهولة. ''النيف'' السطايفي لا يساوم في سياق حديثه عن واقع الفنان في الجزائر، أعرب مراد صاولي عن تذمره من ''الإقصاء'' الذي طال غالبية الفنانين الحقيقيين، خلافا للدخلاء والطفيليين الذين تفتح لهم أبواب الوصاية على مصراعيها، في إشارة منه إلى أن مسؤولي الثقافة يشجعون الرداءة، عن طريق سياسة ''الكيل بمكيالين'' التي ينتهجونها، والتي تؤدي غالبا إلى ''دفن'' العديد من المواهب قبل ميلادها، مردفا: ''من الصعب جدا على الفنان في بلدنا أن يحجز له مقعدا دون تنازلات، وهو ما أرفضه جملة وتفصيلا، فالنيف السطايفي لا يساوم، بدليل عدم مشاركتي في التظاهرات المكولسة''، قبل أن يضيف متسائلا: ''ما جدوى المشاركة في مهرجان ونتائجه معدّة سلفا؟''. عائلتي فضحتني بعد أربع سنوات أكد محدثنا أن عائلته المحافظة جعلته يخفي عنها موهبته طيلة أربع سنوات، إلى أن اكتشفت ذلك بنفسها سنة 2003، ليأتي بعدها دور الزوجة التي لا تبخله بتعاليقها نتيجة الغيرة. مبرزا، من جهة أخرى، أن المسرح أقرب إلى قلبه من التلفزيون والسينما، نظرا للتجاوب المباشر مع الجمهور. وقال إنه يفضل التعامل مع المخرجين المبتدئين على القدامى، كون القدامى يستغلون الشباب ويلهثون وراء المال، موضحا بأنه لا وجود لممثل محترف وممثل هاوٍ، بل يوجد عمل محترف وعمل هاوٍ. واعتبر أن الفكاهة هي الطريق المختصر لتبليغ أي رسالة، شريطة الابتعاد عن التقليد، قائلا: ''صحيح أنني معجب بالنجم الأمريكي جيم كاري، غير أنني لا أقلّده. كما أنه شرف لي تشبيهي بالكوميدي الشهير ''مستر بين''، إلا أنني أحرص دوما على طبع أعمالي ببصمتي الخاصة''. ك. ش