اجتمع كل من وزير خارجية مصر وتركيا وإيران، في حين غابت السعودية، أمس في القاهرة بحضور الموفد الأممي والعربي لخضر الإبراهيمي لمناقشة الوضع في سوريا، في إطار المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري محمد مرسي للتوصل إلى حل في هذا البلد الذي تمزقه الحرب، وسبق هذا الاجتماع تصريح من المعارضة السورية المسلحة التي قالت إنها ماضية في طريق إسقاط نظام الأسد بالقوة. وذكرت تقارير إعلامية أن الإبراهيمي سيطلع اليوم الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، على نتائج زيارته إلى سوريا، وكان قد أطلع أطراف المبادرة المصرية على النتائج خلال الاجتماع الذي غابت عنه العربية، السعودية، وقالت مصر إن الغياب ليس وراءه أي سبب سياسي. وإن كانت مصر تسعى لإحياء فرص الحل السلمي من خلال مبادرتها، وكذلك تفعل المجموعة الدولية عبر لخضر الإبراهيمي، إلا أن المعارضة المسلحة قالت أمس إنها ستواصل عملها المسلح إلى غاية إسقاط نظام الأسد. من جهته، حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي ألكسي بوشكوف، من أن المتطرفين الإسلاميين سيستلمون السلطة في سوريا في حال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. واعتبر بوشكوف في مقال نشره في موقع ''هايدبارك'' للتواصل الاجتماعي، أنه ''عمليا هناك جزم بأن المجموعات المتطرفة في سوريا، والتي تبرز بصورة نشيطة ستحكم سوريا، أي بدلا من الدولة العلمانية الموجودة حاليا في ظل نظام الأسد، وبدلا من دولة عاشت فيها جميع القوميات والطوائف في سلم ووئام، وسوف يظهر عراق آخر''. ورأى أن ''ليس هناك أي ضمان من أن الذين سيستلمون السلطة في سوريا لن يعادوا الولاياتالمتحدة الأميركية التي تقدم للمعارضة السورية حاليا الدعم اللازم كما حصل في ليبيا التي لا ترغب بتقديم الشكر إلى واشنطن لمساهمتها في إسقاط العقيد الليبي الراحل معمر القذافي''. على صعيد آخر، أعلن رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة خلال عرضه تقريره في مجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس، أن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا شهدت مؤخرا زيادة ''في العدد والوتيرة والحدة''، فاتحا النقاش حول احتمال إحالة الملف على المحكمة الجنائية الدولية. وقدم باولو بينيرو لمجلس حقوق الإنسان تقريره الأخير حول سوريا، والذي كان قد نشر في أواسط أوت الماضي. وقال الخبير البرازيلي أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف ''أوصينا بنقل تقريرنا إلى مجلس الأمن (...) بطريقة تسمح له باتخاذ الإجراءات المناسبة، نظرا لخطورة الانتهاكات والتجاوزات والجرائم التي ترتكبها القوات الحكومية والشبيحة ومجموعات معادية للحكومة''. وقال بينيرو لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة فى جنيف ''يجرى تقديم قائمة سرية ثانية بالأفراد والوحدات التى يعتقد بأنها مسؤولة عن الانتهاكات إلى مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان''، ومضى يقول إن هناك وجودا ''متزايدا ومقلقا'' لإسلاميين متشددين فى سوريا، بعضهم انضم إلى المعارضة، فى حين يعمل آخرون بشكل مستقل، وأضاف أنهم يسعون لدفع المعارضين الذين ارتكبوا أيضا انتهاكات إلى التشدد. وبخصوص وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا ولبنان، طلب الرئيس ميشال سليمان ''توضيحا رسميا'' من السلطات الإيرانية حول وجود عناصر من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، حسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية. وأشار البيان إلى أن سليمان التقى السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي، وتناول معه ما نقلته وسائل الإعلام عن القائد الأعلى للحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري حول وجود عناصر من الحرس الثوري في لبنان وسوريا. وكان جعفري قد أقر أول أمس بوجود عناصر من ''فيلق القدس'' التابع للحرس الثوري في سوريا ولبنان، مشيرا إلى ''أننا نقدم لهما (البلدان) نصائح وآراء ونفيدهما من تجربتنا''، من دون أن يحدد الجهات التي تستفيد من هذه المساعدة في البلدين.