شهدت الجزائر، منذ بداية العام الجاري، وصول 540 مهاجر سري من المغرب ومصر وليبيا وسوريا، عبر الحدود التونسية والليبية والمغربية، ويعمل أغلب هؤلاء في التجارة وفي بعض المهن البسيطة. شهد الجنوب الجزائري، في الأشهر الثمانية الماضية، موسم هجرة جديدا من دول ''الربيع العربي''. ومست الظاهرة 8 ولايات بالجنوب الجزائري، وبلغ مجموع الموقوفين، منذ بداية العام، 540 مهاجر غير شرعي من جنسيات عربية مختلفة. وقد وجد هؤلاء مجالا للعمل وتحقيق الربح السريع في أعمال المقاولات وحفر مختلف أنواع الآبار الارتوازية وفي التسول. وصار البناءون المهرة القادمون من المغرب وتونس يزاحمون عمال البناء الجزائريين والأفارقة، وقد انعكس هذا الواقع على سوق العمل في ولايات الجنوب الجزائري. وقادتنا جولة إلى عدة نقاط في ولاية غرداية يتجمع فيها العمال طيلة السنوات الماضية، كانت تضم أعدادا تتعدى المائة من الشباب الأفارقة، أما اليوم فإن العدد الذي وجدناه لا يصل إلى العشرين عاملا، مع العلم أن اليد العاملة الإفريقية يتم الاعتماد عليها في أعمال الفلاحة والبناء على نطاق واسع في الجنوب الجزائري. والمثير أننا وجدنا عامل بناء سوريا وآخر مغربيا ينتظران فرصة عمل. وقال مصدر أمني على صلة بملف مكافحة الهجرة السرية عبر الحدود الجنوبية والشرقية إن العام 2012 شهد نمطا جديدا من الهجرة السرية والعمل بصفة غير شرعية بالنسبة للأجانب، حيث ضبطت مصالح الشرطة والدرك، أثناء عملها الروتيني، 540 مهاجر سري من دول عربية، أغلبهم من المغرب وسوريا ومصر وليبيا وتونس. وتشهد مناطق الجنوب الشرقي حالات تسلل يومية من ليبيا إلى الجزائر، ومن تونس، ويكون التسلل بالنسبة لليبيين فرارا من الأوضاع الأمنية المتردية خاصة في الجنوب الغربي لليبيا، كما تم ضبط عدد من الرعايا السوريين الذين تسللوا إلى الجزائر من تونس وجاءوا للبحث عن عمل. ومن المعروف أن وجهة المهاجرين غير الشرعيين من الأفارقة تحولت، في الأشهر الأخيرة، حسبما تفيد به الإحصاءات الأوروبية المنشورة مؤخرا، إلى جزر الكناري التابعة لإسبانيا مرورا بمنطقة نواديبو في دولة موريتانيا. وقد شهدت السنة الأخيرة تكرر ضبط أعداد من المهاجرين غير الشرعيين من دول شبه القارة الهندية. وقد انطلق هؤلاء، حسب مصادرنا، من بلدة أرليت في جمهورية النيجر.