انتقد مصطفى بودينة فيلم ''زبانة''، واعتبره فيلما يضر بكتابة تاريخ الثورة. وقال في تصريح ل''الخبر'' أمس، إنه يشوه صورة الشهيد أحمد زبانة، ويظهره عبر الفيلم في صورة ''إرهابي''. من جهته اعتبر الطاقم المنتج للفيلم أن التصريحات التي أدلى بها بودينة، رئيس الجمعية الوطنية لقدماء المحكوم عليهم بالإعدام، لا تمت بأي صلة للفيلم. تأسف بودينة لعدم إشراك المحكوم عليهم بالإعدام، وجمع شهاداتهم أثناء كتابة سيناريو فيلم ''زبانة''. واعتبر أن الفيلم ابتعد كثيرا عن واقع المحكوم عليه بالإعدام، ولم يصور المعاناة النفسية التي عايشها، ودرجة العنف الذي تعرض له وهو في زنزانته ينتظر تنفيذ حكم الإعدام. وقال ''نتبرأ من هذا الفيلم، وندعو إلى إعادة إثرائه لأنه يشوه صورة تاريخ الثورة''. من جهته رد طاقم الفيلم على تصريحات بودينة بخصوص المراجع التاريخية التي اعتمد عليها الكاتب عز الدين ميهوبي، والمخرج سعيد ولد خليفة لكتابة السيناريو في بيان تحصلت ''الخبر'' على نسخة منه، أن فكرة إنتاج الفيلم تعود إلى جوان 1985 لما جرى لقاء بين المخرج سعيد ولد خليفة والمجاهد علي زعموم، الذي تعرف على زبانة في سجن سركاجي. وجاء في البيان ''بعد أن نضجت فكرة إنتاج فيلم حول زبانة، قمنا بعمل ميداني، مكننا من لقاء رفقاء الشهيد، وحارس سجن سركاجي الراحل بوعلام دباح. وكان بإمكاننا أن نستقي معلوماتنا من كتاب ''ناجي من المقصلة'' لمصطفى بودينة الصادر سنة 2008، لكننا لم نعثر في الكتاب سوى عن سطرين ونصف بخصوص الشهيد زبانة''. وبخصوص المصادر الإضافية المعتمدة خلال كتابة سيناريو الفيلم، جاء في البيان أنه لا يمكن الكشف عنها، لأنها تعتبر وثائق سرية للغاية في فرنسا، في إشارة ضمنية إلى تورط شخصيات سياسية فرنسية في إعدام زبانة. وجاء في البيان ''لا يعني إنتاجنا لهذا الفيلم أننا نملك الحقيقة المطلقة، ولا نحتكر تاريخ العذاب الذي عايشه شهدائنا الأبرار. لكننا نحس بكثير من الاعتزاز ونحن نستقبل خبر إدراج فيلم ''زبانة'' ضمن قائمة الأفلام المرشحة لنيل جائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي''.