حذر الدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي المبعوث العربي والأممي إلى سوريا من أن الأزمة السورية قد تأكل الأخضر واليابس في المنطقة، وصرح أمس من بيروت بأنه ''لا بد أن تدرك هذه الدول أنه لا يمكن أن تبقى هذه الأزمة داخل الحدود السورية إلى الأبد. إما أن تعالج أو أنها ستسوء وتنكب وتأكل الأخضر واليابس''. ورغم الاستعداد المبدئي لكل من النظام السوري والمجلس الوطني المعارض لقبول مقترح المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي بوقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى، ولو من الناحية المبدئية، إلا أن توجس كل طرف من أن يستفيد الطرف الآخر من هذه الهدنة، جعل الأمر صعبا، خاصة بعد أن ناشدت الكتائب المقاتلة في الجيش السوري الحر قيادتها بعدم الموافقة على هذه الهدنة التي ستساعد على فك الحصار على قوات الجيش النظامي في العديد من المناطق. ورفض لواء الفتح ثاني أكبر الأولوية المقاتلة في حلب بشكل مطلق لأي هدنة قد ''تفك الخناق'' عن الجيش النظامي المحاصر في جبهات عدة. من جانب آخر قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اجتماع أمس بباريس مع ممثلي المجالس الثورية المدنية التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا، إن باريس تستمع لممثلي المجالس لمعرفة احتياجاتهم استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد. وأشار الوزير الفرنسي إلى مساعدة بلاده المالية ل15 مجلسا ثوريا مدنيا خلال الأشهر الماضية، واتهم دمشق في سياق آخر باستعمال قنابل عنقودية في المواجهات مع المعارضة المسلحة. ميدانيا، أعلن ما يسمى ''لواء سهام الحق'' مسؤوليته عن إسقاط طائرة مروحية سورية في منطقة الريف الغربي بإدلب، وقد جرى نشر تسجيل مصور للعملية يظهر سقوط الطائرة. ودك الطيران السوري مدينة معرة النعمان بعد أن تمكن الجيش الحر من السيطرة بالكامل على معرة النعمان إثر استيلائه على معسكر وادي الضيف، وإسقاطه لمروحية مقاتلة للجيش النظامي، وهو المعسكر الأخير المهم للجيش الحكومي في ريف إدلب، وتعرض المعسكر الأكبر من نوعه في المنطقة لحصار الجيش الحر لأيام، وتمكن من الصمود بفضل الدعم الجوي، قبل أن يسقط أمس في يد المعارضة على حد ما أكدته شبكة الشام الإخبارية.