جاء اغتيال وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، ليؤكد مرة أخرى هشاشة النظام اللبناني، فكانت مراسم الجنازة فرصة للمعارضة لتوجيه أصابع الاتهام للنظام السوري وللحكومة اللبنانية على حد سواء، وحاول بعض المتظاهرين اقتحام السرايا الحكومية ولكن قوات الأمن مدعومة بالجيش أطلقت النار بكثافة ومنعت المتظاهرين من الاقتراب. وقال رئيس الجمهورية ميشال سليمان إن ''الدولة هي المستهدفة من اغتيال الحسن''. فيما تميزت مداخلة فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء السابق عن تيار المستقبل، في كلمة تأبينية، بالدعوة الصريحة إلى رحيل حكومة نجيب ميقاتي، واتهامه بحماية قتلة وسام الحسن، الذي دفن إلى جوار رفيق الحريري، والذي اغتيل في نفس الظروف العام 2005، محدثا أزمة أنهت التواجد الأمني والعسكري السوري بلبنان بعد ضغط دولي رهيب على دمشق. وبدوره رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، اتهم الرئيس السوري بالوقوف وراء عملية التفجير. وأشار وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس، إلى تورط محتمل لدمشق في الاغتيال، حيث قال ''نحن لا نعرف بعد من يقف وراء الاعتداء لكن كل شيء يشير إلى محاولة توسيع المأساة السورية''. جدير بالذكر أن الانفجار الذي وقع في حي مسيحي ببيروت خلف ثلاثة قتلى و126 جريحا. وحضر مراسم التشييع وزير الداخلية، مروان شربل، ووزراء آخرون ومجموعة كبيرة من السياسيين المحسوبين على المعارضة. وفور تشييع الجنازة نشبت اشتباكات عندما حاول محتجون الزحف على سرايا الحكومة اللبنانية في بيروت، وانتشر مسلحون في الطرقات. وأغلقت الطرقات أيضا في طرابلس شمال لبنان، مسقط رأس وسام الحسن. وقال ميقاتي إنه كان ينوي الاستقالة، لكن الرئيس ميشال سليمان طلب منه العدول حتى يتمكن من إيجاد مخرج للأزمة.