إن استطعت أن تؤمِّن بعض الكتب الشّرعية، من التفسير والحديث، تقدّمها هدية إلى طالب العلم فينتفع بها وينفع ما دام الكتاب بين يديه؛ وهذه أيضًا صدقة جارية. أمّا إن ادَّخرت المال في الصندوق أو في البنك فسوف يذهب بين التركات وضريبتها، ولعلّه يصل إلى يد غير أمينة على دين اللّه فيكون عليك وزر المال وتبعته والسؤال يوم القيامة كيف جمعته وثمّرته، ثمّ أنت ذاهب وتاركه للغير؟ قال الإمام الأوزاعي رحمه اللّه: المال يذهب حِلُّهُ وحرامُه يومًا ويبقى بعد ذاك أثامُه نطق النّبيُّ لنا به عن ربّه فعلى النّبيّ صلاتُه وسلامُه والنّهاية: الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر، فتزوَّد من ممرّك لمقرك؛ فإن الدار الآخرة لهي الحياة الكاملة الباقية لو كان الإنسان يعلم حق العلم.