شرع المسهل الفرنسي جون بيار رافاران، مساء أمس، في زيارة إلى الجزائر رفقة وفد من الخبراء والأخصائيين الفرنسيين المعنيين بالملفات الاستثمارية رونو ولافارج وصانوفي، حيث يدخل الوفد الفرنسي في سباق ضد الساعة لاستكمال هذه الملفات، ليتم بعدها الإعلان، مبدئيا، عن الاتفاق خلال زيارة فرانسوا هولاند للجزائر. أشارت مصادر عليمة إلى أن الوفد الفرنسي سيقوم بعدّة جلسات عمل، ابتداء من صباح اليوم، مع مسؤولي وزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، قبل تنشيط ندوة صحفية لتقييم ما تم القيام به. ويرتقب أن يحظى رافاران، غدا، باستقبال الوزير الأول، عبد المالك سلال، لإطلاعه على مدى تقدّم الملفات التي كانت محلّ مفاوضات بين الجانبين. ويسعى رافاران، خلال زيارته إلى الجزائر، لوضع اللمسات الأخيرة لمشروع رونو، وإنهاء الخلاف الذي برز مع صانوفي أفانتيس لتجسيد مشروع مصنع الأدوية بسيدي عبد الله، والسماح بإرساء سياسة استثمارية جديدة لمجموعة لافارج، فيما يستعبد إيجاد حلّ سريع لملف ''توتال''، المتعلق بمركب البتروكيمياء. وتجدر الإشارة إلى أن رافاران عيّن في عهدة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في سنة 2011 كمسهل للاستثمارات الفرنسية، وورث رافارين الملفات ال14 الفرنسية التي سبق طرحها من قبل كلود غيون للوزير الأول ورئيس الحكومة الأسبق، أحمد أويحيى. ونجح رافاران في تسوية أغلب الملفات المطروحة على الطاولة وتجسيد بعضها، فيما قوبل بعضها الآخر بالرفض من قبل السلطات الجزائرية، من بينها مقترحات ''رونو تراكس'' للشراكة، ومقترح إعادة ''كيوليس'' لتسيير ترامواي الجزائر، حيث اعتبرت السلطات الجزائرية أن رونو تراكس تأخرت كثيرا، وأن الشركة الوطنية للسيارات الصناعية وجدت شركاء دوليين آخرين، فيما لم يعد بالإمكان إعادة كيوليس بعد فسخ عقد تسييرها لترامواي الجزائر، وقامت بعدها الجزائر بإيجاد بديل تشكيل شركة مختلطة ''سيترام''، تساهم فيها المؤسسة الفرنسية للنقل الحضري الباريسي ''أر أ تي بي''. بينما تأجل تجسيد مشاريع ''رونو'' للسيارات، ولافارج للإسمنت، وتوتال للصناعة البتروكيميائية، وسوّيت الملفات الأخرى، بما في ذلك تلك المتعلقة بغرامات البنوك الفرنسية، وملف غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في الجزائر، إلى جانب مشاريع الشراكة في مجال تطوير فرع الحليب من قبل بروتان الدولية، والسكر من قبل يونيون كريستال، وملف شراء شركة ألفير للزجاج من قبل ''سان غوبان''.