يقول الدكتور جامو (أستاذ الطبيعة بجامعة واشنطن): ''إنّ الكون في بدء نشأته كان مملوءًا بغاز موزع توزيعًا منتظمًا، إنّه غاز يبلغ من الكثافة ودرجة الحرارة حدًّا لا يمكن تصوّره. وفي هذا الغاز حدثت عمليات التحوُّل النووي في مختلف العناصر، وتحت تأثير الضغط الهائل لهذا الغاز الساخن المضغوط، بدأ الكون ينبسط ويتمدّد وأخذت كثافة المادة ودرجة حرارتها تهبطان في بطء، وفي مرحلة معيّنة من مراحل التمدّد تكثف الغاز المنتشر إلى سحب مفردة غير منتظمة في شكلها و لا متساوية في أحجامها مكونة نجوما مفردة...''. واللبيب الفطن يتساءل أمام هذه الحقائق، أيكون في قدرة رجل أمّي منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا أن يدرك هذه الحقائق، في وقت كان النّاس لا يعرفون شيئًا عن هذا الكون الفسيح وخفاياه؟ وهذا الكلام قد يكون صحيحًا لأنّه أقرب ما يكون إلى مدلول الحقيقة القرآنية {ثمّ استوى إلى السّماء وهي دخان} فصلت:11 وإلى أن خلق السّماوات تمّ في زمن طويل في يومين من أيّام الله تعالى. والسّماوات والأرض قالتَا: {أتَيْنَا طائعين} فصلت: .10 إنّها إيماءة عجيبة وإشارة لطيفة إلى انقياد هذا الكون للناموس وإلى اتصال حقيقة هذا الكون بخالقه اتصال الطاعة والاستسلام لكلمته ومشيئته.