تسجّل أسواق الماشية بولاية الجلفة، هذه الأيام، أسعارا مرتفعة جدا لم تسجلها خلال سنوات منصرمة وحتى في مناسبات عيد الأضحى أو اقتراب شهر رمضان المعظم، بحيث قارب سعر الشاة الخمسة ملايين سنتيم وتجاوز صغير الماعز مليون سنتيم، ولكل تأويله وتفسيره لأسباب هذا الارتفاع الجنوني. اقترب سعر الشاة ذات التوأمين من الخرفان الذكور، من الخمسة ملايين سنتيم عبر عديد أسواق الماشية بولاية الجلفة، وهو سعر معتبر في ظل الطلب الكبير والمتزايد على الشراء من طرف الموالين في حد ذاتهم، فضلا عن التجار المتوافدين من ولايات شرقية على وجه الخصوص. ولعل الطلب المتزايد كان سببا واحدا من جملة أسباب أرجعها الموّالون إلى كميات الأمطار التي تساقطت في وقتها المطلوب وبمقاييس مرتفعة أعطت ضمانات بعام خصب ناجح وغطاء نباتي يغنيهم عن اقتناء الأعلاف، مما يجعل الموّالين يتمسكون بالتربية وتنمية الثروة فينقص العرض ويرتفع الطلب. ويضاف إلى ذلك وجود تجار من ولايات مختلفة يقصدون أسواق الماشية ويعبئون شاحناتهم دون مناقشة للأسعار وهو ما زاد من ارتفاعها. وأكثر من ذلك الإقبال الكبير على صغير الماعز الذي تجاوز سعره العشرة آلاف دينار رغم أن وزنه قد لا يصل إلى عشركيلو غرامات. وفي ظل أسعار السوق، ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء وبات من المستحيل أن ينزل الكيلوغرام من اللحم عن الألف ومائتي دينار، بعد أن كانت أسعار الماشية واللحوم تعرف تراجعا في مثل هذا الفصل.