أفاد قيادي في التنظيم الإرهابي ''التوحيد والجهاد'' بأن السيطرة على منطقة ''الخليل'' في أقصى شمال مالي على بعد 18 كلم من برج باجي مختار، سيستغل في إنشاء ''قاعدة جهاد لضرب الجزائر''، وبقدر تواجد التنظيم على مرمى حجر من فرق الجيش الوطني الشعبي، بقدر ما سيؤجج ذلك من مطالب إقليمية بضرورة الدفع بالجيش في المواجهة في شمال مالي. قال أمير مجلس شورى ''التوحيد والجهاد'' أبو الوليد الصحراوي، إن مقاتليهم سيطروا على مناطق واسعة في منطقة الخليل على الحدود الجزائرية، ومن الصعب الحكم على مدى صحة ادعاء التنظيم المتهم من أجهزة استخبارات في المنطقة بالعلاقة بشبكات التهريب والجريمة. وقال أبو الوليد الصحراوي إن السيطرة على ''الخليل'' ستمكن من بناء ''قاعدة جهاد لضرب الجزائر''. وتقع ''الخليل'' على بعد ثلاثة (3) كيلومترات عن الحدود الجزائرية وبنحو 18 كلم عن مدينة برج باجي مختار، وهي مسافة قصيرة جدا تجعل سكان الشريط الحدودي في مرمى التنظيم، بمقابل موانع دستورية تكبل أداء الجيش الوطني الشعبي في مهام خارج حدود البلاد. ويجهل موقع حركة ''أنصار الدين'' من السيطرة على ''الخليل'' التي تقع تحت سيطرة مقاتليها، وخلف هذا الواقع الجديد تلميحات تتحدث عن احتمال تورط ''أنصار الدين'' في تحالف مع ''التوحيد والجهاد''، ومعنى هذا الاحتمال هو استهداف مباشر لاتفاق الجزائر الأخير بين ''أنصار الدين'' و''حركة تحرير الأزواد''، ومحاولة لإخراج ''أنصار الدين'' من أية اتفاقات حوار، رغم نفيها في الساعات الماضية لأي علاقة بالتنظيم ولا بعملية هدم الأضرحة في تمبكتو الأسبوع الماضي. ووفقا لادعاء مسؤول الشورى في ''حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا''، فإن مسلحيهم صادروا في هجومهم على المدينة القريبة من الحدود الجزائرية، 49 سيارة وكمية كبيرة من الأسلحة من بينها رشاشات ثقيلة عيار 7 ,12 مم و5, 14 مم، ومجموعة من قطع البيكا، كما صادروا كمية من المخدرات، وفيها بعض الكوكايين. وذكر أن العملية قادها قياديان هما يورو الأزوادي، وفيصل أبو لبابة الجزائري، بمشاركة وحدات عسكرية مشتركة بين جماعة ''التوحيد والجهاد'' وكتيبة ''الملثمين'' التي تنتمي ل''القاعدة''. وقال الصحراوي إن الحركة تتعهد بمواصلة تتبع ''فلول جبهة تحرير الأزواد وعصابات قطاع الطرق والأخذ على أيديهم بقوة ودون هوادة''. وتأتي التطورات الأخيرة في أعقاب إبرام اتفاق في الجزائر بين حركتي ''تحرير الأزواد '' و''أنصار الدين'' يقضي بتجنب أية مواجهات عسكرية بينهما وتوفير الأمن وعدم إثارة أي مواجهة بينهما في المناطق التي تسيطران عليها في شمالي مالي.