عادت هجيرة شرفاوي، الفتاة التي اختطفت من أمام منزلها الجمعة الماضي، إلى كنف عائلتها بحي عبد الحق بتيبازة، ليلة أول أمس، تحمل معها لغز هوية الخاطفين الذين تواصل مصالح الدرك الوطني التحقيق بشأنهم. وأكدت تصريحات الضحية والسيد علي مداح الذي سلم هجيرة إلى مصالح الأمن، أن الجناة تخلصوا من ضحيتهم بعد رحلة ثلاثة أيام، لم تفق طيلتها سوى للحظات معدودة. حين وصلنا، أمس، إلى منزل هجيرة، صادفنا الوالد وخلفه ابنته وأحد أشقائها متوجهين لفرقة الدرك الوطني بتيبازة لاستكمال التحقيق معها. وعلى عجالة، أخذ الوالد يؤكد، مرة أخرى، بأن ابنته اختطفتها ذئاب بشرية. أما هجيرة التي كانت منهكة القوى، فصرّحت أن الفاعلين شابان في العقد الثالث، اختطفاها لوجهة مجهولة عبر الغابة، لتجد نفسها في منزل لا تعرفه، قائلة: ''خرجت من المنزل لرمي النفايات، وشعرت بحركة غير عادية. وعندما اقتربت من الأحراش المحاذية لمنزلنا، فاجأني شاب يبلغ من العمر حوالي 25 سنة يرتدي قبعة، وسألني عما إذا كانت الجهة الجنوبية للحي بها سكان. وقبل أن أجيبه، باغتني بقطعة قماش على وجهي، ومن حينها لم أذكر ما حدث لي إلا القليل''. وتؤكد شهادات هجيرة، 14 عاما، أن المختطف كان له شريكا في نفس عمره، قائلة: ''استفقت في الغابة بعد أن صبّ الماء على وجهي، لكن سرعان ما أغمي علي من جديد، ثم توجها بي إلى منزل خال، حيث استفقت مرة أخرى، وفي كل مرة أستفيق فيها، يعاد إغمائي بنفس الطريقة''. ورغم أن هذه الشهادات كانت في اتجاه اختطاف هجيرة من أجل اغتصابها، إلا أن الضحية لم تؤكد ذلك ولم تنفه، فحضور الأب وتدخله في الحوار، بين الفينة والأخرى، يبرهن على أن عمي عبد القادر كان حريصا على إبعاد ابنته عن الخوض في المسألة، وهو الذي رفض حتى أخذ صورة فوتوغرافية لها، كما تؤكد ذلك تصريحاته منذ إبلاغه بأن ابنته حيّة ترزق. تقول هجيرة إنها بعد ثلاثة أيام من العذاب، وجدت نفسها على مشارف الطريق السريع بين تيبازة وبواسماعيل، غير بعيد عن مقر سكناها، وهي تصارع من أجل الوقوف، مؤكدة أنها تلقت صفعة على الخد حتى تستفيق، قبل أن تقلها امرأة بسيارتها، مساء أول أمس، وسألتها إن كانت الطفلة المختطفة من حي عبد الحق، لكن هجيرة رفضت التصريح. هجيرة كانت تحت تأثير المخدر يقول السيد علي مداح الذي عثر على هجيرة، إنه تفاجأ وهو يقف أمام باب منزله بوجود فتاة في نفس سن الطفلة التي سمع عن اختطافها، ما شجعه للاستفسار منها، فأخبرته أنها متوجهة نحو حي شنوة عند إحدى قريباتها، مشيرا إلى أن الفتاة لم تكن في حالة نفسية ولا عصبية مستقرة، وكانت بادية عليها آثار التخدير قبل أن تصرّح له بأنها الفتاة التي تم اختطافها يوم الجمعة، وأنها لم تدرك ما حدث لها ولم تستفق إلا قليلا، مضيفا أن هجيرة صرّحت له بصفات الشاب الذي كان يرتدي قبعة، والذي اقترب من المنزل وكان وراء اختطافها. تيبازة: ب. سليم الدرك يستبعد فرضية الاختطاف أظهرت التحقيقات الأمنية أن الفتاة القاصر التي روّج أنّها اختطفت من طرف مجهولين، خرجت من منزلها بمحض إرادتها قبل أن يقدم شخص على تسليمها لمصالح الأمن في حدود الثامنة مساء من يوم السبت الماضي، والتي قامت بدورها بتحويلها إلى مصالح الدرك الوطني. وتشير المعلومات الأولية التي تحصلت عليها ''الخبر''، إلى أن تحريات مكثفة تمّت مباشرتها لكشف هوية مصطحبي الطفلة التي أكّدت في محضر اعترافاتها أنّها لم تتعرّض للاختطاف أو لأيّ اعتداء، أمام حرصها على عدم ذكر الأطراف التي قضت فترة غيابها معهم، بحجّة أنّهم ''مجهولون ولا تعرف هويّتهم''. وترجّح مصادرنا أن تكون الفتاة قد تعرّضت للتهديد من طرف الجماعة المجهولة في حال البوح بمجريات الحادثة التي تركت استفهامات، خاصّة بعد العثور على خمارها الأسود مرميا وسط الغابة.