تأخر الحرب الدائرة في سوريا بات منحى جديدا، على خلفية الصراع بين الجماعات المسلحة المعارضة فيما بينها، حيث كشفت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية في عددها الصادر أمس نقلا عن أحد قادة الجيش الحر، لم تورد اسمه، قوله إن السيطرة على الجماعات المسلحة باتت صعبة، بالنظر لاتجاه بعضها لإعلان ولائها لتنظيمات سلفية جهادية، مثلما هو الحال مع جبهة النصرة التي باتت تسيطر ميدانيا. أضافت الصحيفة نقلا عن ذات المصدر قوله إن المهمة الثانية بعد الإطاحة بنظام الأسد هو وضع حد لهذه الجماعات الجهادية، التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة وتعتبر سوريا ساحة للجهاد باسم الإسلام. تزامنت هذه المعلومات مع تأكيد لجان التنسيق المحلية في سوريا على تجدد الاشتباكات في شمال البلاد، على الحدود التركية بين عناصر تابعة لجماعة جبهة النصرة وجماعة كردية مسلحة بمنطقة رأس العين الحدودية، وعلى أن ذلك جاء لرفض الأكراد مبدأ تطبيق الشريعة الذي تسعى جبهة النصرة لفرضه في المناطق التي تسيطر عليها. الجدير بالذكر أن الفترة الأخيرة شهدت تزايد الخلافات بين الجماعات المسلحة المعارضة في سوريا، بعدما راج الحديث عن عمليات تصفية حسابات بين قادة الجماعات المسلحة وانتشار الشكوك حول اختراق النظام السوري لبعض الجماعات عن طريق المنشقين الجدد، ليتطور الخلاف فيما بعد بين الجماعات المسلحة المعارضة الرافعة للواء الدولة المدنية وجماعات السلفية الجهادية التي تنطلق في محاربتها لنظام الأسد من مبدأ الجهاد باسم الدين. في هذه الأثناء، أكدت مصادر سورية رسمية أن النظام شرع في تسليح اللجان الشعبية التي شكلت من أجل حماية الممتلكات الخاصة والأحياء، دون أن تكون بالضرورة مؤيدة لأي من طرفي النزاع، فيما يرى المراقبون أنها محاولة من النظام لسحب هذه اللجان لصالحه. وبهذا الخصوص أشارت مصادر رسمية سورية إلى أن الجيش السوري يسعى لتركيز قواته في محاربة الجماعات المعارضة، تاركا بذلك المجال للمتطوعين في حماية الأحياء والممتلكات، مع العلم أن اللجان الشعبية التي ظهرت مع اشتداد المعارك بين الجيشين النظامي والحر سعت للحفاظ على مسافة فاصلة بينها وبين طرفي النزاع المسلح، في تأكيد على أنها ستظل في موقف دفاعي ولن تقوم بأي خطوة تجعلها طرفا في النزاع المسلح. وبينما تتواصل الأوضاع الميدانية في التدهور، جددت أنقرة موقفها الرافض لبقاء الأسد، حيث أشار وزير الخارجية التركي، داوود أوغلو، أن الخلاف الدولي حول مكان الرئيس الأسد في المرحلة الانتقالية قد يتسبب في إطالة عمر الأزمة، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأوضاع الإنسانية تزداد خطورة مع كل يوم يمر، في تأكيد على أن الاشتباكات بين الجيشين باتت تسفر عن عشرات القتلى يوميا في مناطق عديدة من المحافظات السورية.