الجيش التايلاندي اعترف بأن بعض عناصره باعوا مسلمي الروهينغا لتجار البشر، كيف ذلك؟ فعلا هناك متاجرة بمسلمي الروهينغا، فالبوذيون اتخذوا وسيلة جديدة لتهجير الروهينغا، فبعد عمليات الحرق والقتل التي كانت تضطر المسلمين إلى استئجار قوارب البوذيين للفرار إلى تايلاندا أو بنغلاديش، أصبح البوذيون اليوم يوفرون القوارب مجانا للمسلمين الروهينغا في إطار التهجير القسري، بهدف تصفية بورما من المسلمين، وأصبح الشباب المسلمون إما معتقلين أو مطاردين في الغابات، ولم يعد لهم من نجاة سوى هذه القوارب، ومؤخرا تم تهجير 150 روهينغي في أربع قوارب إلى تايلاندا، ولكن الجيش التايلاندي أرجعهم إلى بورما، ونظرا لهول العذاب الذي يعيشونه في أركان، فإنهم يبحثون عن نجاتهم ولو على أيدي تجار البشر، ويقولون لهم اشترونا أو بيعونا المهم لا تعيدونا إلى أركان. لماذا لا يدافع الروهينغا عن أنفسهم للبقاء في أرضهم، أو الفرار برا إلى بنغلاديش بدل اختيار قوارب الموت؟ قرى أركان عبارة عن سجن طبيعي، فمن الشرق جبال الهمالايا، فالروهينغا محاصرون بين الجبال والبحر ولا يمكنهم التنقل إلى المدن البورمية إلا عبر الطائرة أو الباخرة، والأكثر من ذلك أن الروهينغا ممنوعون من التحرك خارج قريتهم لمسافة ثلاثة كيلومترات، ولا يحق لهم التنقل من قرية إلى أخرى إلا بترخيص، وهذا الأمر استمر لخمسين سنة. الإنسان الروهينغي أصبح ''عامل سخرة'' يعمل بلا مقابل، إنهم أشبه بالعبيد لدى الجيش البورمي، وحتى الفتيات الروهينغيات يعملن لدى الجيش البورمي، وإحدى الأخوات قالت لي إنها أنجبت أربعة أطفال قبل أن تفر من الجيش البورمي ولا تدري من هم آباؤهم. أما أحد عمال السخرة الروهينغا فيحكي عن حاله عندما كان لدى الجيش البورمي: ''كنا إذا جعنا، أطعمونا لحم الكلاب''، ويروي أحد فاعلي الخير من الخليجيين أنه ذهب إلى بنغلاديش لمساعدة اللاجئين الروهينغا، فصور رجلا بنغاليا مسلما يضرب روهينغيا، فسأله لماذا لا تدافع عن نفسك وأنت تتعرض للضرب، فرد الروهينغي:: ''والدي ذبح أمامي وكذلك زوجتي وأطفالي وما تراه أنت عذابا أراه رحمة''. ماذا تنتظرون من الجزائر حكومة وشعبا؟ ننتظر عاجلا زيارة وزير خارجية الجزائر إلى ميانمار وينسق معهم زيارة إلى عاصمة أركان، فعدد النازحين فيها 150 ألف، ومنذ 5 أيام لم يأكلوا شيئا، ونرجو أن يجمع الشعب الجزائري تبرعات لهؤلاء النازحين وتتولى الحكومة الجزائرية توزيعها في أركان، كما نريد من الإعلام الجزائري أن يسلط الضوء على قضيتنا.