ستعرف الجزائر، أخيرا، إنجاز أول استوديوهات سينمائية، تحت اسم ''سيني صحراء'' وذلك في منطقة ''قصر بني عيسى'' بدائرة تينركوك، ولاية أدرار، التي تبعد 40 كلم عن المدينة السياحية تيميمون. يعود تاريخ المشروع إلى سنة 2008، حينما تقدم الناشط الجمعوي اسماعيل بولبينة بطلب إلى وزارة الثقافة، ولم يتم الإفراج عنه والترخيص لبنائه إلا مؤخرا، بعد صدور قانون السينما سنة .2011 وقد تبنى المبادرة وثمّنها عددا من المخرجين والمهنيين في عالم الفن السابع، على غرار المخرج عمار العسكري والباحث في السينما أحمد بجاوي والمخرج بوشارب كريم. وتتمثل الاستوديوهات في بناءات جاهزة يمكن استعمالها لأجل إنجاز أي ديكور، حيث تقدم المدينة كل الخدمات الخاصة بالإيواء والأكل والتسهيلات والتصوير وغيرها، حيث ستكون مجهزة بكل اللوازم لاستقبال فريق تصوير سينمائي. وحول الفكرة بحد ذاتها، يقول صاحب المشروع ل''الخبر''، إسماعيل بولبينة ''لاحظت بأن المغرب العربي يتمتع بمثل هذه الاستوديوهات في المغرب الأقصى بمنطقة ورزازات، حتى الجارة تونس كذلك، لذلك فكرت في تدعيم صحرائنا بهذا الإنجاز الثقافي، خصوصا أننا كنا السباقين في خوض التجربة السينمائية مقارنة بجيراننا..''. وإلى جانب بعث الاستوديوهات، فتح إسماعيل بولبينة المجال أيضا أمام طلاب الفن السينمائي بمدرسة خاصة لتدريس فنيات وحرف السينما بكل تخصصاتها وذلك مجانا، تماما مثلما فعله المخرج الفرنسي لوك بيسون المالك لمدرسة بباريس تدرس فنيات السينما بالمجان. وفي هذا الإطار، يدعو بولبينة جموع المهتمين بالحقل السينمائي بتقديم نداء إلى جموع المهتمين بالحقل السينمائي من منتجين ومخرجين، للمشاركة في لقاء حول الإنتاج السينماتوغرافي الوطني، وذلك في الفاتح من ماي المقبل. كما يطمح السيد بولبينة إلى تصوير فيلم سينمائي، يكون انطلاقة فعلية لهذه الاستوديوهات، وذلك في أفريل من السنة القادمة، حول ''معركة العرق الغربي الكبير'' التي جرت وقائعها بين 15 أكتوبر و22 ديسمبر 1957، وشارك فيها مظليو بيجار ضد مجاهدي المنطقة، والتي تعتبر، حسبه، أول معركة وحّدت التراب الصحراوي في الجزائر.