استعادت قوات فرنسية مالية السيطرة على طريق الجزائر الدولي، ووصلت طلائع هذه القوات إلى الحدود الجزائرية، قبالة منطقتي تينزاوتين وتيمياوين. وبالموازاة شرعت الجزائر في تسليم مساعدات عسكرية للجيش المالي، لمساعدته في السيطرة على الحدود وضبط الأمن في الصحراء المتاخمة للجزائر قبل انسحاب القوات الفرنسية. تستعد القوات الجزائرية، المرابطة على الحدود الجنوبية، لمباشرة التعاون الأمني مع القوات الإفريقية والفرنسية والمالية التي استعادت السيطرة على الحدود. وتعد هذه المرة الأولى التي تتعامل فيها قوات جزائرية مع قوات فرنسية تسيطر على جزء من الحدود الدولية بين الجزائر ومالي. وقالت مصادر ميدانية إن وحدات عسكرية مالية، مدعمة بقوات خاصة فرنسية، استعادت السيطرة على طريقين رئيسيين يربطان مدن شمال مالي بالحدود الجزائرية، ووضعت القوات المالية حامية عسكرية على محور الطريق بلدية الخليل المالية الذي يصل إلى الأراضي الجزائرية. كما سيطرت قوات إفريقية وفرنسية على طريق ثان يربط مدينة كيدال المالية بالحدود الجزائرية. وكانت هذه الطرق، منذ عدة أشهر، تحت سيطرة مجموعات مسلحة تابعة للتوحيد والجهاد وأنصار الدين. وقال مصدر عليم إن القوات المالية والإفريقية عادت إلى محاور أغلب الطرق الرئيسية في الشمال، من أجل استلام مساعدات لوجيستية وعسكرية جزائرية، في إطار إعادة تفعيل اتفاق قديم بين الجزائر ومالي، تضمّن تعهّد الجزائر بتقديم دعم عسكري ولوجيستي للجيش المالي، في إطار عمليات مكافحة الإرهاب. وبدأ الجيش الجزائري في تسليم مساعدات عسكرية جديدة للجيش المالي، بحيث نقلت شاحنات كبيرة كمية أولى من المساعدات قبل يومين إلى أقصى الحدود الجنوبية، تمهيدا لتسليمها للقوات الإفريقية والمالية. وقالت مصادرنا إن الكمية الأولى عبارة عن شاحنات دفع رباعي مصفحة ومجهزة بتجهيزات قتالية وكميات من المؤن والوقود وذخائر. وكانت الجزائر قد تعهّدت، في إطار اتفاقات أمنية سابقة، بتوفير دعم عسكري للجيش المالي، تضمّن توفير شاحنات نقل جنود مصفحة وعربات وذخائر ووقود، ويعد الإجراء الأخير عودة لتنفيذ الاتفاقات السابقة. وكان عبد القادر مساهل قد جدد التأكيد، قبل يومين من بروكسل، على التضامن ''الفعلي'' للجزائر مع مالي، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. وقال إن مساهمة الجزائر تتمثل، أيضا، في الجهود التي تبذلها في تأمين المنطقة. وأكد، في هذا الصدد، أن قرار الجزائر القاضي بغلق حدودها مع مالي ''يندرج ضمن هذا المسعى''. كما أكد مساهل على أن هذا الجهد سوف يستمر حتى يعود الاستقرار والأمن كاملين إلى المنطقة، خاصة عن طريق مواصلة الكفاح ''الدؤوب ودون هوادة'' ضد الإرهاب والجريمة المنظمة.