قال شهود عيان ببرج باجي المختار إن حركة الأزواد تواصل حملة اعتقالات في أوساط جزائريين ينحدرون من عرب البدو الرحل، بشبهة التعاون مع الجماعات الإسلامية المسلحة، كحركة أنصار الدين وحركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا. وأثارت العملية حالة قلق متزايدة وسط سكان برج باجي المختار والمناطق الحدودية الأخرى، ممن وصفوها بعمليات انتقام شخصية تستهدف العرب لوحدهم دون التوارف. وأوضح مواطنون كانوا بالقرب من منطقة الخليل المالية، التي تبعد عن التراب الجزائري ب18 كيلومترا، ل''الخبر''، أن عناصر حركة الأزواد اعتقلت، ليلة الجمعة إلى السبت، بالخليل، جزائريا يملك مطعما بمدينة غاو بشمال مالي، دخل إلى برج باجي المختار وأبلغ السلطات أنه سيعود إلى الخليل من جديد، بعد نقل تجهيزات ومعدات مطعمه إلى الجزائر، لأن الوضع في غاو لم يعد يسمح بمواصلة العمل. غير أن عناصر حركة الأزواد قاموا باعتقاله. وكان المحور الرابط بين غاو والخليل قبل بضعة أيام، بحسبهم، مسرحا لعمليات اعتقال مماثلة، مست نحو 20 شخصا كلهم من عرب البدو الرحل يقيمون بغاو والخليل، ممن يشتغلون برعي الإبل والبقر والماعز، حيث أقدم عناصر من حركة الأزواد على إنزالهم رفقة عائلاتهم من سياراتهم التي يفوق عددها 14 سيارة رباعية الدفع، وقاموا باعتقالهم، ووجهت لهم أصابع الاتهام بانخراطهم ومؤازرتهم لجماعة أنصار الدين والتوحيد والجهاد، وهي الجماعات المسلحة التي فرضت هيمنتها على مدن شمال مالي رفقة عناصر القاعدة لمدة تقارب العام. وأضاف هؤلاء، في اتصال بهم، أن عناصر الأزواد لا يجدون أي حرج في تفتيش العائلات الجزائرية، خاصة النساء. وأشارت إلى أن عشرات الأشخاص من الجزائريين ممن كانوا يهمون بالدخول إلى الخليل قادمين من غاو وتمبكتو وكيدال، أكدوا تعرضهم لعمليات نهب، حيث انتزعت منهم بعض حاجياتهم وأموالهم بالقوة، فيما اشتكى آخرون من تجريدهم من هواتفهم النقالة، وبينهم من فقد هاتفا من نوع ثريا. وتثير هذه الممارسات سخطا وسط سكان برج باجي المختار وحتى أدرار وتيمياوين، وتحولت إلى هاجس يؤرقهم.