اكتفى سعيد سعدي، الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، على هامش إحياء الذكرى ال24 لميلاد الحزب، أمس بالعاصمة، بالرد على محاولة إنشاء حركة تصحيحية داخله، معبرا عن فخره بأن ''القيادة الحالية حافظت على المسار التاريخي للحزب وحققت نجاحا باهرا في الانتخابات المحلية الأخيرة، رغم كل محاولات تقزيم مكانته في الساحة السياسية''. وبدوره، أعلن رئيس الأرسيدي الحالي، محسن بلعباس، أن نشاطات ذكرى التأسيس جرت في كل الولايات، في وقت اجتمعت مجموعة من الغاضبين ببلدية أقبو ببجاية حول المكلف بالتنظيم سابقا، رابح بوستة، تحت شعار ''لا لتطبيع الأرسيدي''. شعار أثار الاستغراب لدى بلعباس الذي قال: ''نحن نناضل في المعارضة منذ 24 سنة بثبات وشجاعة، واقتراحاتنا كانت دوما في مستوى الحدث السياسي... ودفعنا الثمن غاليا، لكننا استطعنا أن نعيد الاعتبار للمشروع الديمقراطي الذي أبعد منذ الاستقلال''. وعن الأوضاع السياسية الراهنة، عاد بلعباس إلى الإصلاحات التي باشرتها السلطات العمومية منذ سنتين، ووصفها ب''الفاشلة''، كما دعا إلى ضرورة دعم الاحتجاجات الاجتماعية خاصة من طرف شباب الجنوب. وأعلن بالمناسبة عن مبادرة لعرض نص تعديل دستوري للنقاش قريبا، بالموازاة مع المشروع الذي تعده السلطة. أما عن الوضع الأمني السائد على الحدود الجنوبية والشرقية، فقال رئيس الأرسيدي إن ''الحرب القائمة على حدودنا تعكس اختفاء دور بلادنا في كل القضايا الدولية بما فيها القضايا المتعلقة بجيراننا المباشرين''. واعتبر في نفس الإطار عملية عين أمناس وكذا الموقف المتذبذب للديبلوماسية الجزائرية في أزمة مالي ''دليلا على تفكك النظام الحاكم الذي يفتقد للقيم والنظرة والمصداقية''. وانتقد موقف السلطة الجزائرية من الثورة التونسية التي ''تدعونا للوقوف دون أي غموض بجانب القوى الديمقراطية''، على حد تعبيره، لكن ''عكس ذلك تغذي السلطة عندنا فكرة أن الانفتاح الديمقراطي في تونس يحمل مخاطر''. واعتبر محسن بلعباس أن ''الذين يساوموننا بالاستقرار مقابل الديمقراطية قد خسروا الرهان''. وحضر نشاطات ذكرى ميلاد الأرسيدي بنادي ''المجاهد'' بالعاصمة، المحاميان علي يحيى عبد النور وميلود براهيمي ومجموعة من المجاهدين وممثلين عن جمعيات ونقابات مستقلة. من جهته، قال نور الدين آيت حمودة، في محاضرة بتيزي وزو، إن التاريخ ''لو يعيد نفسه فإننا لن نتردد في المطالبة بوقف انتخابات ,''1991 مؤكدا أن الفيس ''كان يردد نفس خطاب السلطة''. وأضاف أن الأرسيدي ''تأسس على مبدأ اللائكية وكان قد تحمل تهمة كونه عدوا للإسلام''. وقال إنه كان شخصيا قد تنقل إلى ولاية تيارت بعد أن تدهور الوضع الأمني لاقتناء الأسلحة للدفاع عن قريتين ضد الإرهاب. وبخصوص مشاركة الأرسيدي في أول حكومة في بداية حكم بوتفليقة، قال ابن الشهيد عميروش إن الحزب قبل المشاركة في تلك الحكومة ''بعد أن أكدت السلطة آنذاك أنها ستعمل على إحداث التغيير، وسيتم إصلاح المنظومة التربوية، والإدارة والعدالة''. وشدد المتحدث على أن ''الخطأ الذي ارتكبه الحزب هو اختياره لمناضلين سيئين لتمثيل الحزب في الحكومة، في إشارة منه لعمارة بن يونس وخليدة تومي. وأضاف المتحدث أنه حينما تأكد الأرسيدي أن السلطة تعمل عكس ما شارك من أجله في الحكومة، قرر الانسحاب من الحكومة، في الوقت الذي كانت السلطة تطلق الرصاص على المواطنين بمنطقة القبائل.