شرع حوالي 0003 معتقل فلسطيني في إضراب عن الطعام، أول أمس، احتجاجا على مقتل الأسير عرفات جرادات في سجن مجدو الإسرائيلي، بعد ستة أيام من اعتقاله من قبل قوات الاحتلال، ونددت كل الفصائل الفلسطينية بمقتل جرادات. شهدت مدينة الخليل، مسقط رأس الشهيد جرادات، البالغ 30 سنة من العمر وأب لطفلين، مواجهات وقعت بين المتظاهرين والأمن الإسرائيلي استعملت فيها الحجارة والقنابل المسيلة للدموع. وأشارت تقارير إعلامية إلى مواجهات نشبت في سجن عوفر بين سجناء فلسطينيين وحراسهم، ووقوع اشتباكات أخرى في بيت لحم ورام الله ونابلس، وخرجت عدة مسيرات في عدد من مدن الضفة وغزة تنديدا بمقتل جرادات. ودعت ''كتائب الأقصى - مجموعات الشهيد مروان زلوم''، في بيان نشر أمس، كافة مقاتليها ''لبدء معركة الثأر والانتقام السريع لدماء الشهيد عرفات جرادات. وقالت الكتائب إن ''دماء الشهيد جرادات ستكون شعلة الانطلاق نحو انتفاضة ثالثة تعيد العز لفلسطين لتحرير القدس وتنصر الأسرى وتعيد اللاجئين''. وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة استنفار، ترقبا لحدوث ''انتفاضة ثالثة'' قد تنفجر في أي وقت.. وحمل الوزير الأول الفلسطيني، سلام فياض، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية وطلب منها تقديم ''الأسباب الحقيقية التي أدت إلى استشهاد جرادات''. بينما ادعى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ''شين بت'' أن جرادات كان يعاني من ألم في الظهر وأنه كان يعاني من جرح في ساقه إثر إصابته برصاص مطاطي وبجرح في البطن، بعد أن أصابته قنبلة مسيلة للدموع، وأن ''الفحص الطبي لم يجد أي مشكل صحي'' كان يعاني منه. واتهم عيسى قريقع، وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين، إسرائيل بقتل جرادات أثناء التحقيق، مطالبا بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في سبب الاستشهاد. ودعت القيادية الفلسطينية حنان العشراوي، من جهتها، الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية لفتح تحقيق دولي في أسباب استشهاد جرادات، وطالبت بضرورة الإفراج الفوري عن جميع الأسرى في السجون الإسرائيلية. كما أشارت إلى أشكال التعذيب والإهمال الطبي والمعاملة الوحشية والقاسية التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية. من جانبه، طالب الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، بفتح تحقيق دولي حول استشهاد جرادات. وطالبت منظمة ''بت سليم'' الإسرائيلية بإجراء تحقيق في الوفاة، شريطة أن يشمل ''الظروف الكاملة'' المحيطة بها. وخوفا من التصعيد الذي قد يتحول إلى انتفاضة، طلب الوزير الأول الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من السلطة الفلسطينية تهدئة الوضع، معلنا بالمناسبة عن تحويل مستحقات الرسوم التي كانت مجمدة منذ التصويت على عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، ''حتى لا تصبح حجة لدى السلطة الفلسطينية'' لتأجيج الوضع في الضفة الغربية.