يحتاج جسم الإنسان إلى التغذية، التي تموّله بالعناصر المغذية الضرورية لسلامته ونموه وجهده واستمراره في الحياة. من بين هذه العناصر التي لا يمكن للجسم أن يعيش دونها الفيتامينات، التي تساعد على استيعاب المواد الغذائية المختلفة ومقاومة الجراثيم والأمراض وتجديد الخلايا والأنسجة. جسم الإنسان غير قادر على صناعة كل هذه الفيتامينات العديدة والضرورية له، وإنما يحصل عليها عن طريق الأغذية، كالحبوب الجافة والخضر واللحوم والفواكه وغيرها. وقد ينجر عن نقص أحد هذه الفيتامينات العديدة والمختلفة (A، B، C، D، E، K..)، بسبب سوء التغذية أو التغذية غير المتوازنة، أو عدم الامتصاص الجيد أو مرض ما.. الخ، اضطرابات وأعراض مختلفة، غالبا ما تصبح في منتهى الخطورة في غياب العلاج. دور الفيتامينات لكل فيتامين دور خاص، حسب نوعه ومصدره وخصائصه، حيث يقي الفيتامين A الإنسان من تلف الرؤية، التي تصبح ناقصة بصفة ملحوظة، وخاصة في الليل، إذا ما افتقر الجسم لهذا الفيتامين، مع تضرر الأسنان وهشاشة العظام، وجفاف العين وتضرر المخاطي والبشرة. وتختفي هذه الأعراض إذا شرع الإنسان في تصحيح هذا الخلل مبكرا، بتناول المواد الغنية بهذا الفيتامين، باستمرار، كالحليب والخضر الطازجة والحبوب الجافة والبيض والسمك.. الخ. أما الفيتامين B فهو متعدد لأنواع )B1، B2، B3، B4..(، ولكل نوع دوره وخصائصه، وكذلك مصدره. فالفيتامين B1، مثلا، دوره يتمثل في حماية الأعصاب وتمكين الإنسان من الحركة، بينما نقصه المنتشر في البلدان التي تعاني شعوبها من الفقر والمجاعة يسبب داء البيري بيري، المتمثل في عدم القدرة على الحركة التي تنتهي بالموت. كذلك B2 الذي يسبب افتقاره أضرارا جلدية، وB3 الذي يؤدي إلى اضطرابات هضمية وجلدية ومخاطية.. إلخ. والفيتامين C ضروري للحفاظ على سلامة المخاطي وسيولة الدم، حيث يؤدي تناقصه إلى داء الحفر المتمثل في التهاب مخاطية الفم مع الإدماء إلى حد الموت في غياب المعالجة، ونحصل على الفيتامين C من الفواكه، وخاصة الحمضيات ثم الخضر الطازجة. وغياب الفيتامين D يؤدي إلى الإصابة بداء الكساح عند الطفل ولين العظام عند الراشد، نظرا للدور الذي يلعبه في استيعاب الأملاح في الكالسيوم والفوسفور لتقوية العظام ونموها السليم. ونحصل على الفيتامين D، بفضل أشعة الشمس التي تسمح للبشرة بإفرازه. ويلعب الفيتامين E دور هام في الإنجاب وتجديد الخلايا والأنسجة، وغيابه يؤدي إلى ظهور الأنسجة والعضلات، وتراجع القدرة على الإنجاب، ونحصل عليه بواسطة الحبوب والخضر. والفيتامين K يحافظ على سيولة الدم، وإيقاف النزيف، ونشاهد نقصانه خاصة عند المولود الجديد، الذي يحتاج إلى توفير هذا الفيتامين في الأيام الأولى من حياته، ونحصل عليه من الخضر الطازجة. لا تحرم نفسك من هذه العناصر الحيوية التي تقيك من الأمراض، وتحافظ على سلامتك وصحتك وتزيدك نشاطا وحيوية.