يعتقد الخبير الفرنسي في قضايا الإرهاب، ماتيو غيدار، أن مسألة مقتل القيادي في ''القاعدة'' الإرهابي عبد الحميد أبو زيد تبقى ''افتراضية'' برغم تأكيدات رسمية من رئيس التشاد، موضحا أن الرهائن الفرنسيين لدى التنظيم سيستعملون كدروع حال تأكد مقتل أبو زيد وسيسعون لمفاوضات سريعة مع الحكومة الفرنسية. ويسلط الخبير الفرنسي في شؤون الجماعات الجهادية ماتيو غيدار، الضوء على مقتل عبد الحميد أبو زيد المفترض، منطلقا من أن الحديث عن مقتله بصيغة التأكيد تبقى ''فرضية''، ويلاحظ غيدار في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، نشرت أمس، وجود روايتين حول مقتله. الأولى تقول إنه قتل في غارة جوية فرنسية، والثانية تقول إنه قتل في اشتباك رجل لرجل مع القوات التشادية التي تدعم الفرنسيين في شمال مالي منذ قرابة أسبوع، ويضيف غيدار: ''كما أنه لا القاعدة المغاربية ولا القاعدة العالمية ولا أي شبكة مرتبطة بها أكدت مقتله''. ويقول غيدار إنه وفقا للتجارب ''أن الجهاديين لا يخفون أبدا مقتل أحد قيادييهم إعلاميا''، ويضيف أن ''المصدر الرئيسي لإعلان مقتل أبو زيد هي المخابرات الجزائرية، وهذا يعني أنه من الممكن أن تكون هناك عملية لنشر معلومات مضللة من أجل الحصول على الحقيقة''، والهدف ''قد يكون إرغام أبو زيد على إجراء اتصالات لكي يكذب مقتله لدى قادة آخرين في التنظيم وبالتالي تحديد موقعه بفضل وسائل المراقبة''. وأوضح أن القوات الأمريكية ''استعملت هذا التكتيك في أفغانستان للقضاء على الرقم الثاني أو الثالث في القاعدة لدفعهم للظهور ثم إرسال صواريخ باتجاههم انطلاقا من طائرات من دون طيار''. لكن الرئيس التشادي إدريس ديبي أعلن مقتل ''أبو زيد''، ويفسر ماتيو غيدار ذلك وفق احتمالات تقول ''إعلان التشاديين مقتله مهم في الداخل بما أنهم تعرضوا لخسائر كبيرة في المعارك''، ويتوقع غيدار أن خاطفي الرهائن الفرنسيين يكونون على الأرجح نقلوا الرهائن معهم لاستعمالهم كدروع، ويرى أنه في حال مقتل أبو زيد فعلا، تبعا لقصف جوي فرنسي فإن ''الرهائن قد يكونون وقعوا ضحايا جانبيين في الهجوم''، أما ''إذا كان مقتل القيادي في اشتباك فقد يكون الرهائن محتجزين في مكان غير بعيد عن الموقع وفي حال وقع الهجوم على الخاطفين، فإن الخطر على الرهائن حينها سيكون تلقائيا''. ويرى ماتيو غيدار في تداعيات مقتل أبو زيد قائلا ''هذا القيادي فرض توجها متشددا في مالي بتطبيق الشريعة من خلال العنف، ما أدى إلى فرار باقي القادة''، وذكر أن ''جماعة التوحيد والجهاد ولدت إثر انقسام في القاعدة، ومختار بلمختار أيضا غادر هذا التنظيم (القاعدة) من أجل إنشاء كتيبة الموقعون بالدماء دون ذكر مجموعات صغيرة أخرى''. ويرى غيدار أن مثل سياسات الإرهابي أبو زيد ''بالبقاء وحيدا هي تجسيد لإستراتيجية متطرفة تدفع باتجاه زوال رسمي للقاعدة وتجزئة النشاط الجهادي في الساحل''.