أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، عن توقيف مواطن ليبي وبحوزته ما يعادل 150 كلغ من المتفجرات (تي آن تي)، كان يريد إدخالها إلى تونس. كما ذكر وزير الداخلية، لطفي بن جدو، أن تونس ستطلب من جارتها الجزائر ''المساعدة'' لنزع ألغام تقليدية، زرعها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بجبل الشعانبي في ولاية الفصرين، بالقرب من الحدود مع الجزائر. وأوضح وزير الداخلية، في ندوة صحفية، أن الألغام التقليدية المزروعة في جبل الشعانبي مشابهة لتلك التي استعملها تنظيم القاعدة في أفغانستان، مشيرا إلى أن كاشفات الألغام العادية والكلاب البوليسية المدربة ''عاجزة'' عن كشفها. وعليه، قال وزير الداخلية التونسي: ''سنتصل بالجزائر (..) لعلهم يساعدوننا في هذا المضمار''، في إشارة واضحة إلى أن الجزائر تملك خبرة كبيرة في مجال محاربة الإرهاب، وفي معرفتها للطرق المستعملة من قبل الإرهابيين في تنفيذ عملياتهم. وكشف لطفي بن جدو أن هذه الألغام ''مصنوعة صنعا يدويا بحتا، من مادة كيميائية تستعمل في تسميد الأراضي الزراعية والبلاستيك والغليسيرين (..) وتنفجر عند المرور عليها أكثر من مرة (..) وقد اشتهر بها تنظيم القاعدة، وعانى منها الأمريكيون في أفغانستان''. وحسب وزير الداخلية التونسي، فإن المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي ''قدموا من مالي''، معلنا في هذا الصدد أن بلاده ستطبق قانون مكافحة الإرهاب الصادر سنة 2003 ضد هذه المجموعة ''الإرهابية'' ومجموعة أخرى ''متفرعة عنها''، متحصنة بجبال في ولاية الكاف. للإشارة، تسبّب انفجار أربعة من هذه الألغام بجبل الشعانبي في إصابة 10 من عناصر الحرس الوطني و6 من الجيش. من جهته، أفاد وزير الدفاع التونسي، رشيد الصباغ، في خطاب له، أن هناك ''اتصالات وثيقة بين الجيشين، التونسيوالجزائري، وتبادل للمعلومات حول المجموعات الإرهابية التي تهدّد أمن البلدين''. وذكر الصباغ أن المجموعتين المتحصنتين بجبل الشعانبي وجبال الكاف، تنتميان إلى ''كتيبة عقبة بن نافع'' المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأوضح أن حوالي 20 شخصا، نصفهم تونسيون والبقية جزائريون، يتحصنون في جبل الشعانبي، وأن 11 آخرين لم تحدّد جنسياتهم متحصنون في جبال الكاف. بدوره، قال زعيم حركة النهضة، راشد الغنوشي، في ندوة صحفية حول ما يجري في جبل الشعانبي، إنه ''لا مكان للجهاد في تونس، ماعدا ما يساهم في التنمية ونشر الخير''، مشيرا إلى أن ''الإرهاب في تونس لن ينجح لأنها بلد إسلامي معتدل، والتطرّف فيها استثناء''.