يسعى تيار في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، إلى منع عمار سعداني وعبد العزيز بلخادم من الترشح للأمانة العامة للحزب، من خلال طرح شروط جديدة تضم ''نظافة اليد والنزاهة''. وطالب أعضاء في اللجنة في لقاء نظم، أول أمس، بمقر الحزب بالعاصمة، تحت رعاية ما يعرف بمكتب الدورة الأخيرة للجنة، بتصفية قائمة المرشحين للأمانة العامة قبل الانتقال إلى العملية الانتخابية. واستفيد من قياديين شاركوا في لقاء، أمس، بمقر الحزب حضره حوالي 40 عضوا في اللجنة، أن الذهاب إلى دورة اللجنة وإتاحة حق الترشح للجميع، يعني تسليم الحزب لأصحاب المال الفاسد. ورافع لصالح هذا المطلب على وجه الخصوص، الناشطون في الحركة التقويمية، الذين تنقلوا إلى مقر الحزب بقوة، أمس، في حين لم يحضر إلا عدد محدود من أنصار عمار سعداني الذي يطرح اسمه بقوة كبديل لبلخادم، معتمدا على تحالفات جهوية ومصلحية قوية. واقترح عبادة عبد الكريم ومحمد الصغير قارة ورشيد بوكرزازة وقاسي عبد القادر، أن تتولى لجنة الترشيحات المقرر أن تشكّل خلال دورة اللجنة المركزية، وضع مقاييس تتضمن منع كل الأعضاء المشبوهين بالفساد أو ارتكبوا أخطاء في حق الحزب، من الترشح للأمانة العامة. وقال بوكرزازة للصحفيين، إنه من ''العار قبول إعادة ترشح الأمين العام السابق، لأنه مسؤول عما وصل إليه الحزب''. وتضمّنت المطالب رفع التجميد عن 14 عضوا في اللجنة المركزية، منهم الوزيران السابقان محمد صغير قارة والهادي الخالدي، وتنظيم دورة اللجنة في أقرب الآجال. وصدرت مطالب بالتعجيل بعقد الدورة، بينما انتقد عبادة بقوة في تدخله خلال اللقاء، حسبما تسرّب من معلومات أعضاء في مكتب دورة اللجنة المركزية السابقة والذين يتولون تنسيق المشاورات، إذ قال عنهم إنهم ''أصبحوا لجنة مساندة لرئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق عمار سعداني، ويحصلون على امتيازات في فندق راق بغرب العاصمة على نفقة موالين له''. وانتقد بشدة ''الضغوط التي يتعرّض لها منسق الحزب، عبد الرحمن بلعياط، لاستدعاء اجتماع اللجنة المركزية، موضحا أنه ''لا يليق عقد الدورة في غياب رئيس الحزب''، يقصد بوتفليقة الذي يعاني من المرض. وفي هذا الصدد، قال أحمد بومهدي عضو اللجنة المركزية ل ''الخبر'': ''من حقنا ممارسة الضغط على منسق المكتب السياسي للتعجيل باستدعاء اللجنة، لأن الوضع القائم غير طبيعي تماما''. وأعلن عن اتفاق على توسيع المشاورات مع أعضاء اللجنة، وعقد اجتماع لاحق بالمقر. ورأى مصطفى بوطورة سفير الجزائر السابق بالعراق، أنه ''يجب تضافر الجهود وإخلاص النيات للخروج من الوضع القائم''، لافتا إلى أن مصير الحزب ''لا يرسمه أبناؤه وحدهم، لأن للدولة كلمة في الأمر''. وفي سياق متصل، دعا منتخبو وأمناء القسمات بالمدية، إلى ''تكريس الممارسة الديمقراطية والاحتكام مرة أخرى إلى الصندوق''، وألحوا على التعجيل بعقد دورة اللجنة لانتخاب قيادة سياسية، محمّلين أعضاء قياديين المسؤولية عن الوضع القائم.