شهدت العاصمة المصرية، القاهرة، أمس، سلسلة اجتماعات تحسبا لمؤتمر جنيف 2 المزمع عقده برعاية روسية أمريكية، حيث التقى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي بشخصيات سورية معارضة، على رأسها، رئيس الائتلاف المستقيل، أحمد معاذ الخطيب، وعضو الائتلاف هيثم المالح، في محاولة للوقوف على مواقف المعارضة السورية بشأن مؤتمر الحل السياسي، كما التقى العربي، المبعوث الدولي إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي لبحث تحضيرات المؤتمر. وكان الإبراهيمي التقى من جهته، بوزير خارجية فرنسا لوران فابيوس بباريس، حيث تركزت المباحثات حول الموقف الفرنسي من مؤتمر الحل السياسي، والذي أكد وزير خارجية فرنسا بخصوصه أن باريس متمسكة بموقفها إزاء تنحية الأسد عن الحكم، في إشارة إلى أن المؤتمر الدولي لا بد أن يتمحور حول تسليم السلطة للمعارضة. من جانبه، اعتبر وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أن وضع شروط مسبقة لا يخدم مصلحة الشعب السوري، مشددا على أن المطالبة بتنحي الأسد بمثابة عرقلة كبيرة لمسار الحل السياسي، كما أوضح أن موسكو وواشنطن اتفقتا على أن يكون اتفاق جنيف الأولي أرضية للمؤتمر الدولي، في تأكيد على أن الخطة الموضوعة على طاولة النقاش تقضي بوقف إطلاق النار في المقام الأول وتشكيل حكومة مرحلة انتقالية مكونة من المعارضة ومن النظام السوري، على أن يتم الترتيب خلال فترة محددة لنقل السلطة بحضور مراقبة دولية. وبينما أكد الائتلاف السوري المعارض أن مشاركته مرهونة بالاتفاق على مبدأ تنحي الأسد، أفادت الخارجية الروسية أن النظام السوري أبدى موافقة مبدئية للمشاركة في المؤتمر الدولي، كما عين ممثلين عنه لحضور المؤتمر دون ذكر الأسماء، فيما أعلنت موسكو أن كل من يطلب ضمانات بتنحي الأسد ''يبتعد عن الحلول الواقعية ويعمل على إطالة الأزمة وسفك الدماء''. في الأثناء، كشفت صحيفة ''فاينانشال تايمز'' أن إمارة قطر دفعت ما يفوق ثلاثة ملايير دولار لدعم المعارضة السورية، بما فيها شقها المسلح، في تأكيد على أن قطر موّلت أكثر من 70 شحنة جوية للسلاح إلى تركيا منذ أفريل 2012 لدعم الجماعات السورية المعارضة المسلحة، وذلك وفقا لما أورده معهد أبحاث السلام في ستوكهولم.