أكد الدكتور يعقوب حداد، مدير عام العلاقات الحكومية والسياسات بمنطقة الشرق الأوسط لدى مخابر ''أم أس دي''، أنه في الوقت الذي تصرف المؤسسات الطبية المتخصصة في دول العالم المتقدم، مبلغ 30 مليار دولار على الأبحاث الطبية، تسجل مجتمعاتنا العربية شحا ملحوظا في مجال مصاريف الصحة والبحث الطبي، حيث لا تتجاوز حسبه استفادة الفرد الواحد في أغلى الدول العربية 500 دولار في الشهر، في حين لا تقل عن 4000 دولار بأمريكا. وقد جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الأكاديمية لإعلاميي منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، التي نظمتها مؤسسة ''أم أس دي'' بالعاصمة اللبنانية، بيروت، والتي تطرقت لمسألة التوعية والتثقيف الصحيين في دول المنطقة. وعنهما، أضاف الدكتور يعقوب حداد قائلا إنه بعد ثورات ''الربيع العربي'' التي عرفتها مناطق متفرقة من العالم العربي، تم تسجيل تطور، لكنه يبقى طفيفا على مستوى الخدمات المقدمة للمرضى. أما عن مسألة الابتكار وصناعة الأدوية البيولوجية، أضاف ذات المتحدث قائلا إن حجم الاستثمار في مجال الأدوية بلغ 3,65 مليار دولار، وإن الشركات المنتجة للأدوية البيولوجية تسعى لاكتشاف أدوية جديدة تتيح للمريض الاستمتاع بحياة أطول وأكثر صحة، مشيرا إلى أن تطور الأدوية أدى إلى تحسين حياة المريض، مثل مريض السرطان الذي زادت الحياة المتوقّعة له ب3 سنوات في الأعوام الأخيرة، حيث ساهمت الأدوية بحوالي 60 بالمائة من نسبة الشفاء، ليتحوّل السرطان من مرض قاتل إلى مرض مزمن في الدول المتطورة، في انتظار أن يعمّم ذلك على الدول الأخرى، ومنها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تشهد ثورة حقيقية في علاج السرطان. أما عن الأمراض الأخرى، فأضاف حدّاد قائلا إن نتائج دراسة حديثة شملت 14 دولة من العالم، أكدت أنه بفضل الأدوية الحديثة تقلصت معدلات وفيات القلب والأزمات القلبية ب50 بالمائة. يحدث هذا، في الوقت الذي سجلت خارطة العالم الطبية تفشي أمراض أخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتقدّمها داء السكري، حيث بيّنت نتائج دراسة شملت 900 طفل من منطقة الشرق الأوسط، أن 29 بالمائة من صغار المنطقة يعانون من داء السكري. كما أكدت آخر المعطيات الصحية، إصابة 20 بالمائة من سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ارتفاع ضغط الدم، مع تسجيل حالات كثيرة لداء تصلب الشرايين. من جهتها، أشارت الدكتورة جيهان بطاينة إلى كيفية إدارة نفقات الرعاية الصحية، مؤكدة على أنه يتوجب على حكومات الدول العربية وضع إستراتيجية خاصة بتنظيم الرعاية الصحية، خاصة وأنه ثبت أن الميزانية التي تخصصها ذات الدول لمجال الصحة، لا تكفي، بدليل اتساع الفجوة بين تكاليف الرعاية الصحية والميزانية المخصصة لها على مستوى دول المنطقة العربية.