دعا مثقفون وأكاديميون وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى تبنّي دور فاعل لمساعدة الشعوب الغربية على تجاوز ظاهرة ''الخوف من الإسلام'' أو ما يُعرف ب''الإسلاموفوبيا'' المتنامية في دولهم، وتصحيح الصورة غير الحقيقية عن الإسلام ''الّتي تروّج لها الآلة الإعلامية الغربية''. وأكد المشاركون في المنتدى الإعلامي العربي بدبي، في ندوة بعنوان ''صناعة الإسلاموفوبيا'': ''هل يُصحح الإعلام إدراك العرب والغرب؟''، على ضرورة فهم الظاهرة بأبعادها المختلفة، لمعالجتها بالعقل والحكمة، والوصول إلى الحلول الصحيحة لها. وأشار مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، عبد العزيز التويجري، إلى أنه لابدّ من وقفة صريحة مع أنفسنا، لأنّ بعض تصرّفات المسلمين لا تتّفق مع مبادئ الإسلام، وتسهم في تكريس هذه الظواهر، وهي تعزّز فكرة أنّ المسلمين عدائيون ومتخلّفون، وهو جهل من أولئك الأشخاص، وسوء استقبال من الأشخاص الآخرين. وأشار التويجري إلى أن ''قضية تخويف الغرب من الإسلام ليست جديدة، لكنّها بدأت مع بداية الإسلام، حيث تخوّف المجتمع الجاهلي من الإسلام ورسالته، وتكوّنَت جبهات لمواجهته بالتكذيب والتضليل والكذب على الناس''، موضحا أن مصطلح ''الإسلاموفوبيا'' نشأ عام 7891 من قِبل الإنجليز، وانتشر إلى اللغات الأخرى. ودعا إلى التعامل مع هذه الظاهرة بحكمة، من خلال الانتشار الواسع للمسلمين والمثقفين والتعايش مع الغرب، ومساعدة الجاليات المسلمة، ولابد أن يعمل الإعلام على تصحيح هذه الصورة لدى الغرب عن الإسلام، ولدى المسلمين عن الغرب. من جهته، قال ناثان لي، رئيس تحرير ''أسلان ميديا''، وفقًا لصحيفة ''الإمارات اليوم'': ''إنّ الإسلاموفوبيا لا تندرج فقط في إطار الظاهرة، بل تتعدّى ذلك لتصبح منتجًا يتم تطبيقه في الغرب، وبيعه كإحدى سلع الإعلام التي يتم إنتاجها بجدارة وحرفية، لأهداف متعددة''. وتحدث عن الطرق التي يصنع بها الغرب هذا المنتج، وهذه الأفكار، خصوصًا بالولايات المتحدةالأمريكية، شارحًا أنّ معظم ما نراه في الغرب كشعور مضادّ للإسلام هو بسبب الجهل، وختم بقوله: ''أعتقد أنّ الإعلام يلعب دورًا مهمًا في كره الإسلام وبثّ العدائية تجاهه، ويمكن للإعلام أن يعتمد بشكل أقلّ على مَن يسمّون أنفسهم محلّلين، وأن يشجّعوا الإعلاميين- غير الحاقدين- ويثقفوهم بالدّين الإسلامي كي يوقفوا هذا الهجوم الكبير عليه''.