أخذت الاحتجاجات في تركيا زخما أكثر، بانضمام مناصرين لثلاثة أكبر فرق رياضية في اسطنبول إلى المحتجين، وإعلان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان من سجنه تأييده للمتظاهرين الذين بلغ عددهم عشرات الآلاف، حسب وسائل إعلام غربية وعربية، فيما أخذت المظاهرات في العاصمة أنقرة طابعا أكثر عنفا عندما اصطدمت الشرطة بنحو خمسة آلاف متظاهر. رفض حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أمس الأول، إجراء انتخابات، وقال حسين جيليك نائب رئيس الحزب إن الانتخابات المحلية والرئاسية ستجرى في مواعيدها المقررة العام القادم، وإن الانتخابات العامة ستجرى في 2015. وقال حسين جيليك “نحن مستعدون لتلبية كل المطالب المنطقية والديمقراطية والتي تحترم القانون، إن بابنا وقلوبنا مفتوحة أمام جميع من يريدون التحاور”. وأضاف نائب رئيس الوزراء إن حكومته تحترم أسلوب حياة كل من المواطنين الأتراك”، وذلك في إشارة إلى الانتقادات التي وجهها متظاهرون للحكومة بالسعي إلى أسلمة المجتمع، خاصة بعد قرار منع فتح الحانات ليلا وتعاطي الخمور بالقرب من المساجد والمدارس. من جانبه، أعرب رئيس بلدية اسطنبول، كادير توباس، عن استعداده للتخلي عن بعض أجزاء مشروع تعديل ساحة تقسيم الذي كان وراء اندلاع حركة الاحتجاج قبل أكثر من أسبوع ضد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وصرح توباس للصحافيين “لا نفكر إطلاقا في بناء مركز تجاري هناك ولا فندق أو مساكن”، مشيرا إلى احتمال تشييد “متحف بلدي” أو حتى “مركز عروض”. وأضاف “سندرس كل هذه الأمور مع المهندسين المعماريين”. وانضم مشجعون لأندية كرة القدم الرئيسية الثلاثة في اسطنبول، وهي بشيكطاش وغلطة سراي وفناربخشة، بشكل قوي إلى الاحتجاجات ورددوا هتافات تطالب أردوغان بالاستقالة وتدعو إلى “التكاتف في مواجهة الفاشية”. واستغل النظام السوري هذا الوضع الصدامي، من خلال تحريك الطائفة العلوية بتركيا والتي يقدر عددها ببضعة ملايين، خاصة أن الكثير من العلويين منخرطون في حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه “كمال كيلتشدار أوغلو”، المحسوب على الطائفة العلوية. كل هذه الأحداث أثرت بشكل واضح على السياحة في تركيا، حيث ألغيت 50 بالمئة من الحجوزات، خاصة في الفنادق القريبة من ميدان “تقسيم”. وذكرت مصادر إعلامية أن نحو 50 في المائة من الحجوزات في إسطنبول أُلغيت من جرّاء الأحداث التي تشهدها تركيا، خاصة في إسطنبول، حيث ألغى عدد من أفواج السياحة الثقافية والتجارية برامجهم في المدينة خشية تجدُّد الاشتباكات العنيفة. بينما ظل الإقبال كثيفا من الجزائريين على الحجز نحو اسطنبول ومختلف المدن التركية، غير آبهين بما يحدث في ميدان “تقسيم” والمدن التركية الأخرى، حسبما أكده مصدر مطلع ل“الخبر”.