اضطر، زوال أمس، آلاف المصطافين من الذين كانوا يقصدون شواطئ الساحل التلمساني، خاصة شاطئ مرسى بن مهيدي، للعودة إلى بيوتهم بسبب إقدام المئات من الشباب على غلق كل المسالك المؤدية إلى الشاطئ بداية بقرية سيدي بوجنان ببلدية السواني، حيث أشعل الشباب العجلات المطاطية ووضعوا المتاريس والأحجار على الطريق الوطني، وهو المشهد الذي تكرر بمفترق طرق قرية سلام وفي اتجاه مدينة تونان بدائرة الغزوات. كان مئات الشباب يتجمهرون أمام مرأى رجال الدرك الوطني الذين تواجدوا بكثافة في عين المكان، خاصة بعد صلاة الجمعة، حيث ازدادت حدة الاحتقان وأصر المحتجون على عدم السماح للمركبات بالتحرك باتجاه تلمسان ومرسى بن مهيدي. وقال أحد المحتجين ل"الخبر” إن الكل يعرف أن شباب المنطقة وآلاف الأسر تعيش من عائدات تهريب الوقود نحو المغرب، وأن الإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل والي الولاية جعلتهم يتنقلون إلى ولايات مجاورة مثل سيدي بلعباس وعين تموشنت، وأصبحوا يتعرضون للضرب والطرد والإهانات، على حد قوله. وانتشرت بمدينة تلمسان أخبار ودعوات إلى مسيرة سلمية ووقفة احتجاجية أمام مقر الولاية، صبيحة يوم غد الأحد. وعرفت هذه الدعوة تفاعلا كبيرا على روابط شبكة التواصل الاجتماعي، حيث نشر المئات من المتصفحين صورا للمعاناة التي أصبح يتكبدها سكان تلمسان وزوارها في طوابير تمتد على طول ساعات من الزمن لتعبئة مركباتهم بالوقود. واستمرت معاناة المواطنين مع طوابير التزود بالوقود، بل ازدادت حدتها بعد خفض حصة المحطات إلى النصف مثلما اقتضته تعليمة الوالي الصادرة في العاشر من شهر جوان الحالي.