بريرة مولاة عائشة بنت أبي بكر الصديق، كانت مولاة لبعض بني هلال فكاتبوها، ثمّ باعوها من عائشة. وكان للصحابية الجليلة بريرة رضي اللّه عنها نصيب وافر في خدمة السيّدة عائسة رضي اللّه عنها ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وكذلك في الجهاد في سبيل اللّه، حيث كانت تخرج مع السيدة عائشة تؤدّي دورها مع الصّحابيات الأخريات من سقاية المجاهدين وتطبيب الجرحى. وكانت رضي اللّه عنها مثالاً في الكرم والجود والعطاء، وعاشت صابرة مؤمنة تحافظ على دينها وإسلامها، وكانت حياتها مثال الزُّهد والتّقوى والخوف من اللّه. عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: جاءتني بريرة فقالت: كاتبتُ أهلي على تسع أواق في كلّ عام أوقية، فأعينيني. فقلت: إن أحبّ أهلك أن أعدّها لهم، ويكون ولاؤك لي فعلتُ. فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم فأبوا عليها، فجاءت من عندهم ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جالس فقالت: إنّي قد عرضتُ ذلك عليهم فأبوا إلاّ أن يكون الولاء لهم. فسمع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأخبرتُ عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: “خذيها واشترطي لهم الولاء، فإنّما الولاء لمَن أعتق” رواه البخاري ومسلم. توفيت الصّحابية الجليلة بريرة رضي اللّه عنها في زمن خلافة يزيد بن معاوية.