تراجعت ظاهرة التسوق لدى الصائمين بجيجل خلال شهر رمضان لهاته السنة، بشكل ملفت للانتباه، حيث لم تعد مختلف الأسواق المنتشرة عبر الولاية تستقطب الأعداد الكبيرة من المتسوقين مقارنة بالسنوات الماضية. فقدت العديد من أسواق منطقة جيجل خلال الأيام الأولى من الشهر الكريم الميزة التي كانت تلازمها في مثل هذا الشهر، حيث تشهد عزوف الكثير من الصائمين عن التجول بها في أغلب الأوقات، إلى درجة أن عدد الباعة فاق عدد المتسوقين. وأصبح الكثير من الصائمين يتحاشون الدخول إلى بعض الأسواق إلا عند الضرورة الملحة، عكس ما كان عليه الأمر في السابق، حيث يصاب العديد من المواطنين بداء التسوق إلى درجة الهوس، ويلجأون في خضم ذلك إلى اقتناء مواد غذائية بكميات مضاعفة تحت تأثير الصيام، مثلما حصل ل“عمي السعيد” الذي قال أنه وجد نفسه في إحدى أيام رمضان من السنة ما قبل الماضية قد اشترى عشر كيلوغرامات من الدوارة، وآخر أنهى جولته بين عدد من الأسواق العام الماضي بشراء 14 كلغ من فاكهة العنب دون أن يتفطن لذلك. ويفضل أغلبية الصائمين ممن كانوا مهوسين بالتسوق في مثل هذا الشهر، التزام بيوتهم أو التجول في الفضاءات الواسعة وزيارة المناطق الجبلية بحثا عن الينابيع الطبيعية ذات المياه العذبة، حيث قال “محمد” موظف في إحدى الإدارات العمومية، “لقد كنت مدمن على التسوق طيلة أيام الشهر الكريم، لأنني كنت مولع برائحة التوابل، لكنني اليوم أصبحت أتحاشى الدخول إلى الأسواق لأنها فقدت نكهتها وتحولت إلى فضاءات للشجارات والمعارك”، في حين يرى “العربي” أنه أصبح يفضل اقتناء مسلتزمات المطبخ من محلات الحي على الذهاب إلى الأسواق. مضيفا “كل ساعات الراحة أقضيها في البيت للإبحار عبر الأنترنت”. ويؤكد “عمار” أنه يقضي يومياته الرمضانية بين العمل والتجول في المناطق الجبلية لاكتشاف عمق الريف وإقتناء ما لذّ وطاب من فواكه برية، مشيرا إلى أن الفوضى التي تشهدها الكثير من الأسواق وارتفاع درجات الحرارة جعلته يعزف عن التسوق.