عاشت مدينة مغنية حالة طوارئ ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، بفعل الحريق المهول الذي شب في مقر مفتشية الجمارك الواقع في المخرج الغربي للمدينة غير بعيد عن فندق العزة. وقد سادت حالة من الذعر في أوساط السكان عندما شاهدوا عشرات سيارات وشاحنات الإطفاء للحماية المدنية تتنقل في اتجاه غرب المدينة، وهو الطريق المؤدي إلى الحدود مع المملكة المغربية وكذا أقصى شمال غرب الولاية مرسى بن مهيدي. وتصاعد دخان أسود داكن في السماء من مفتشية أقسام الجمارك لمغنية، والتي تمت محاصرتها من طرف أعداد هائلة من أعوان الأمن والدرك الوطنيين، كما تنقل المسؤولون الولائيون لهذه الهيئات من عاصمة الولاية تلمسان لمعاينة الحادث. وقد صارع أعوان الحماية المدنية النيران أكثر من 3 ساعات في حظيرة المحجوزات. ولم يتمكنوا من توقيف ألسنة اللهب من بلوغ المكاتب والمصالح الإدارية. وذكرت مصادر مؤكدة ل“الخبر” أن الحريق اندلع في حدود منتصف الليل عندما كان عمال شركة نفطال بصدد تعبئة الوقود في شاحنة مصهرجة تابعة للشركة. وكان المستودع يحتوي 1142 عبوة بلاستيكية معبأة كل واحدة ب30 لترا من الوقود، أي مجموع 34260 لتر من البنزين المحجوز منذ بداية تنفيذ قرار تسقيف التوزيع. وهي الكمية التي حجزتها مصالح الأمن والدرك والجمارك منذ بداية حملة مكافحة تهريب الوقود في نهاية جوان الماضي. ويأتي هذا الحريق في ذروة “الحرب” التي أعلنتها الحكومة على تهريب الوقود على الحدود الغربية والشرقية. وفي أعقاب توقيف تزويد أكثر من 8 محطات للوقود على الشريط الحدودي الغربي لولاية تلمسان، منها محطة سيناتور من حزب جبهة التحرير الوطني. وكذا تشديد الرقابة على محطات الخواص ومؤسسة نفطال. إضافة إلى الاختفاء شبه الكلي للشاحنات التي كانت تجوب طرقات مدن ولاية تلمسان والتي كانت تشتغل في تهريب الوقود.