أفادت مصادر مطلعة ل“الخبر” أن الاستراتيجية المنتهجة من طرف سوناطراك لتوسيع نشاطها إلى الدول الإفريقية منذ سنوات 2000 كانت “فاشلة”، وأوضحت المصادر أنها لم تستطع تجسيد مشاريعها المسطرة منذ السبعينات في بعض الدول لإنتاج النفط خارج الجزائر. كشفت مصادر على اطلاع بملف الاستراتيجية المتوسطة المدى التي أطلقتها الشركة الوطنية للمحروقات “سوناطراك” والتي تهدف إلى رفع قدرات إنتاج المؤسسة في الدول الإفريقية إلى 120 ألف برميل يوميا، أن الاستثمارات التي دخلت فيها المؤسسة كشريك والتي كلفتها مبلغ 50 مليون دولار منذ الشروع في الاستكشافات لم تنتج أي برميل نفط ما عدا كمية قليلة من الغاز بالبيرو في إطار شراكتها مع مؤسسة “بلاس بترول”. وقامت سوناطراك بشراكة مع “ستات أويل” النرويجية في مصر لكنها انسحبت بعد فشل الاستكشاف كما حاولت في مالي إلا أنها حصلت على كتلتين، واحدة منها مع “ايني” الإيطالية حيث قامت بفتح مكتب في باماكو والقيام بالمسح الزلزالي وشاركت في التنقيب، إلا أنه لم يتم حفر أي بئر، وحسب المعطيات الأولية للدراسات المجراة، يضيف مصدرنا، فإنه لا يوجد إمكانيات للحصول على حقل في باماكو. وأمضت سوناطراك عقدا مع النيجر وحصلت على عقد استكشاف في العاصمة النيجيرية وهو حاليا طور الدراسة، إضافة إلى شراكتها مع شركة “توتال” بموريتانيا والتي انطلقت بمعيتها في المسح الزلزالي ليبقى احتمال الاكتشاف متواضعا. وبخصوص المغرب العربي، تهتم شركة مختلطة بين “نوميديا أويل” وسوناطراك بحفر بئر في عرض البحر في تونس، حيث أعلنت النتائج منذ 6 أشهر مؤكدة وجود آثار للنفط في البئر إلا أن الدراسات ما تزال متواصلة، كما تسعى سوناطراك إلى دخول حقول النفط في أنغولا والموزمبيق. ولحد كتابة هذه الأسطر، تؤكد مصادرنا أنه لا يوجد احتياط أو إنتاج خارج البلاد من النفط، وهو ما أرجعه محدثنا إلى توجه سوناطراك إلى المناطق الضعيفة وقبولها بالشراكة مع مؤسسات أجنبية تسعى إلى تخفيض الأثر المالي عليها في حال عدم العثور على النفط، مضيفا أن أحسن المشاريع بين يدي سوناطراك كانت في العراق والسودان إلا أن القرارات الإدارية أجهضتها، لتضطر إلى فتح مناطق توسع جديدة في الموزمبيق وأنغولا. وكانت المحاولة الأولى لسوناطراك بخصوص النفط في اليمن خلال السبعينات والتي انسحبت منها بعد فشل الاستكشاف، تليها العراق في 1996 حيث انطلقت المفاوضات وتحصلت على شراكة في حقل طوبة الذي ينتج 120 ألف برميل يوميا وحده، إلا أن عدم اتخاذ القرار المناسب حال دون الاستمرار، لا سيما بعد دخول الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث قامت بالدخول في شراكة مع مؤسسة “النفظ الهندي”، لكن المفاوضات مع الطرف العراقي لم تنته إلى اليوم ولم ينتج عنها قرار منذ 15 سنة. وخلال محاولتها للانتشار في إفريقيا قامت سوناطراك بالحصول على عقدين في ليبيا، ظلت نتائجهما محتشمة.