سجلت اسواق المال في العالم تراجعا اليوم الاربعاء بينما واصلت اسعار النفط ارتفاعها مع الانباء عن الاعداد لتوجيه ضربة عسكرية الى سوريا بسبب اتهامات الى النظام باستخدام اسلحة كيميائية.وبدت بورصة باريس حذرة لكنها مستقرة في بداية الجلسة اليوم واقتصرت نسبة تراجعها على 0,07 بالمئة في بداية الجلسة. وكان المؤشر كاك-40 خسر امس 2,42 بالمئة واغلق على 3965,91 نقطة، ادنى مستوى له منذ 25 تموز/يوليو.والامر نفسه ينطبق على بورصتي فرانكفورت حيث تراجع المؤشر داكس في المبادلات الاولى 0,48 بالمئة الى 8202,86 نقطة، ولندن حيث خسر المؤشر فوتسي-100 اليوم 0,42 بالمئة ليصل الى 6413, 83 نقطة.وفي الخليج، سجلت معظم الاسواق خسائر محدودة بعد تراجعها بشكل حاد الثلاثاء بسبب المخاوف من الضربة المتوقعة لسوريا.فقد تباين الاداء بين القطاعات في السوق السعودية وهي الاكبر في العالم العربي، فيما بلغ مؤشر التداول مستوى 7751,32 نقطة مرتفعا ب0,37%، بعد ان انخفض الثلاثاء بنسبة 4,12%.اما سوق دبي التي تراجع مؤشرها باكثر من 7% الثلاثاء، فقد قلصت خسائر الجلسة لتغلق على انخفاض ب1,3%. وبلغ مؤشر السوق مستوى 2516,48 نقطة، بعد ان بدأت جلسة التداول بخسائر تجاوزت نسبة 5%.واغلق سهم اعمار القيادي بدون تغيير عند خمسة دراهم وسبعين فلسا بعد ان خسر 8,36% من قيمته الثلاثاء.وسجلت سوق ابوظبي خسائر اكبر من خسائر دبي، وخسر المؤشر 2,22% ليصل الى مستوى 3737,24 نقطة. وانخفضت معظم القطاعات في سوق ابوظبي فيما سجل قطاع الصناعة ارتفاعا بسيطا بلغ 0,3%.وسوق الكويت التي اغلقت الثلاثاء على تراجع بلغ 2,92%، انهت تداولات الاربعاء على انخفاض بنسبة 0,76%. وبلغ المؤشر الكويتي مستوى 7707,66 نقطة.وسجلت سوق الدوحة خسائر اكثر حدة بلغت 2,29%، وبلغ المؤشر مستوى 9547,73 نقطة. وعمت الخسائر اسهم 40 شركة من اصل 41 تم تداولها في السوق، علما ان خسائر هذه السوق كانت بحدود 1,28% فقط امس الثلاثاء.اما سوق مسقط فخسر مؤشرها 3,79% من قيمته فيما سجلت سوق البحرين ارتفاعا طفيفا ب0,3%.وفي آسيا، تراجع مؤشر نيكاي لبورصة طوكيو 1,51 بالمئة واغلق على 13338,46 نقطة.اما مؤشر سيدني "اس اكس 200" فخسر 1,16 بالمئة ومثله مؤشر كوسبي في سيول (0,95 بالمئة) ومؤشر هونغ كونغ (1,36 بالمئة).وبقي مؤشر شنغهاي المركب على حاله.والى جانب تخوف طوكيو من المجازفة، تأثرت البورصة اليابانية بارتفاع سعر الين الذي يعد "قيمة ملاذا" في الاوقات الصعبة.ويضر ارتفاع سعر العملة اليابانية بشكل كبير بمجموعات التصدير اليابانية التي تتراجع عائداتها من الخارج بعد تحويلها الى الين عند ارتفاع سعره.وبشكل عام اهتمت اسواق المال بالمخاطر الجيوسياسية.اما النفط، فقد واصل ارتفاعه بعدما بلغ الثلاثاء اعلى سعر له منذ 18 شهرا بالنسبة لبرميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) ومنذ ستة اشهر بالنسبة لبرميل برنت.وقال محللون ان توجيه ضربة عسكرية الى سوريا يمكن ان يؤدي الى تصعيد التوتر في الشرق الاوسط مصدر النفط، الذي تهزه اصلا الازمة السياسية في مصر.ففي نيويورك حيث ارتفع سعر برميل النفط ثلاثة دولارات امس، بدأت المبادلات اليوم بارتفاع قدره 0,69 سنتا في سعر النفط الخفيف تسليم تشرين الاول/اكتوبر ليبلغ 109,70 دولارات.وفي المبادلات الصباحية ارتفع سعر برميل النفط الخفيف تسليم تشرين الاول/اكتوبر 1,26 دولار ليبلغ 110,27 دولارات. اما سعر برميل البرنت نفط بحر الشمال فارتفع 1,54 دولار ليبلغ 115,90 دولارا.وقالت كاثي لين المحللة لدى مجموعة "بي كا اسيت مانيجمنت" ان "امكانية توجيه ضربة عسكرية الى البلد (سوريا) تزداد كل دقيقة والمستثمرون قلقون من ان يؤدي ذلك الى زعزعة منطقة" الشرق الاوسط.وبالنسبة للنفط، رأى مايكل ماكارثي كبير المحللين في مجموعة "سي ام سي ماركيتس" في سيدني ان "امكانية توجيه ضربة عسكرية (ضد سوريا) خلال ايام او اسابيع ساهم في رفع الاسعار".وبدأت ملامح ضربة عسكرية وشيكة ضد النظام السوري ترتسم في ظل تزايد الاتهامات الدولية له باستخدام اسلحة كيميائية في حربه ضد المعارضة، مع تكثف المشاورات واللقاءات بين واشنطن وحلفائها للتحضير لتحرك عسكري.واكد وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان بلاده مستعدة للتحرك ضد سوريا في اي لحظة. وقال "نحن مستعدون، وقد جهزنا امكاناتنا لنتمكن من تنفيذ اي خيار يرغب فيه الرئيس (الاميركي باراك اوباما) .. ونحن على اهبة الاستعداد للتحرك بسرعة".ونقلت الصحف الاميركية عن مسؤولين كبار في ادارة اوباما ان هذا التحرك يرجح الا يستغرق اكثر من يومين وقد يشمل صواريخ بعيدة المدى تستهدف مواقع عسكرية لا تتعلق مباشرة بترسانة سوريا من الاسلحة الكيميائية. وكانت لندن اعلنت ان الجيش البريطاني يستعد لاحتمال القيام بعمل عسكري، مشيرة ايضا الى ان بريطانيا "لا تحاول قلب" النظام السوري.واستدعى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون البرلمان البريطاني لاجراء تصويت الخميس بشأن "رد بريطانيا على الهجمات بالسلاح الكيميائي".كذلك قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان فرنسا "مستعدة لمعاقبة الذين اتخذوا القرار المشين باستخدم الغاز ضد الابرياء" في سوريا.من جهته، اكد آية الله علي خامنئي المرشد الاعلى لجمهورية ايران الاسلامية الحليفة الرئيسية لدمشق في المنطقة الاربعاء ان تدخلا عسكريا اميركيا ضد سوريا "سيكون كارثة على المنطقة".