عرفت أشغال دورة المجلس الشعبي الولائي ببجاية، توترات حادة بفعل تبادل الاتهامات بين كل من الوالي ورئيس المجلس حول قضية وصفها منتخبو ”الأفافاس” بالفضيحة وكادت أن تكون سببا في إلغاء الدورة بعد أن هدد الوالي بالانسحاب رفقة معاونيه واستمرت الملاسنات طيلة الفترة الصباحية، وهو ما دفع بنواب ”الأرسيدي” إلى الانسحاب ومقاطعة الأشغال وإصدار بيان تنديدي. وتعود أسباب التوتر إلى إقدام والي الولاية خلال شهر أوت الماضي على منح غلاف مالي قدره 972 مليون سنتيم من ميزانية الولاية لقرية زيوي ببلدية أكفادو دون علم رئيس المجلس الشعبي الولائي وخصص ميزانية أخرى قدرها مليارين لقرية تينيري بنفس البلدية، وهو ما جعل أحد نواب المجلس الشعبي الولائي من القرية الثانية يحاول دفع الوالي إلغاء الغلاف المالي الموجّه لقرية زيوي، هذا الأمر دفع بسكان القرية وأعيانها لتنظيم تجمع أمام مقر الولاية لمطالبة الوالي بعدم إلغاء الإعانة المالية ورفعوا شعارات ولافتات منددة بالمجلس الشعبي الولائي المتهم ب«الخيانة”. وقال السكان المحتجون أن هذه الإعانة ما هي إلا تجسيدا للوعد الذي قطعه على نفسه الوالي عندما زار قرية زيوي واطلع على الأعمال التطوعية التي كان يقوم بها السكان في إنجاز المسجد، تمثالين للشهداء، بيت للشباب وقاعة للعلاج. الوالي هدد خلال تدخله بسحب الغلاف المالي الذي وجهه لرئيس البلدية، مما كاد يفجّر الوضع، من خلال تهديد المعتصمين باقتحام مقر الولاية وتهجّم أحد الأعيان على عضو المجلس المغضوب عليه بقريته لولا تدخل منتخبين آخرين الذين أقنعوا رئيس المجلس بمخاطبة الغاضبين وتهدئتهم وهو ما تحقق. وقبل توقيف الأشغال عبّر رئيس المجلس عن غضبه من تصرف الوالي الذي وصفه ب«زارع الفتنة” بين قرى نفس البلدية. وقال أنه تجاوز حدوده، لكن الوالي قال أن بعض المنتخبين يحاولون جعل من ”الحبة قبة” وتصفية حسابات شخصية يعرفها العام والخاص، وأنه استشار المنتخبين في مسألة إلغاء الإعانة المالية للقرية، وهو ما رفضه أغلبيتهم، وقال أنه منح مليارين لترميم قاعة الرياضات بقرية تينيري وطالبهم بدعمها بثلاثة ملايير لاستكمال جميع مشاريعها.