لا يعني وقوع بعض الحوادث المؤلمة في بعض الملاعب الكروية أن كلّها لا تفي بشروط احتضان المباريات، مثلما حدث أول أمس بملعب 5 جويلية، لأن هذا المعلم الرياضي يعدّ الصرح الوحيد الذي يخضع لمقاييس اعتماد تأهيل الملاعب، نظرا لسعة مدرجاته الفائقة، وكذا وجود عدة مخارج للجمهور، إضافة إلى خضوعه للمقاييس الأمنية. لكن أغلب ملاعبنا، سواء التي تحتضن مباريات البطولة المحترفة أو الهاوية، تبقى بعيدة كل البعد عن المقاييس المطلوبة لضمان سير أحسن للمواجهات الرياضية، وبالأخص الكروية، باعتبارها تستقطب جماهير كبيرة، بفعل “هوس” الشبان بهذه اللعبة، حيث يضطر المكلفون من قِبل لجنة التأهيل التابعة ل"الفاف” التي يقودها رئيس الرابطة الوطنية للهواة علي مالك، باعتماد الملاعب إلى التساهل في بعض الجوانب، بسبب النقص الفادح في الملاعب على مستوى القطر الجزائري، وبالأخص المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران. وحسب مصدر مسؤول في اللجنة ذاتها، فإن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أوصى بعدم التلاعب مع الجوانب المتعلقة بالأمن، مشيرا إلى أنه شدد على ضرورة عدم اعتماد أي ملعب، مهما كان، دون ترخيص من مصالح الأمن، ما يعني، ضمنيا، أن الأمور البسيطة يمكن غضّ الطرف عنها، كغياب الماء الساخن ونقص طلاء الجدران، اقتناعا من الجميع بأن التقيّد بأدق التفاصيل سيجعل الرابطات المسيّرة للمنافسة في ورطة لبرمجة المباريات. لكن عملية اعتماد الملاعب، مثلما وقفنا عليه خاصة التي تحتضن مباريات البطولة الهاوية، أثبتت بوضوح تساهل اللجان المكلفة بهذا الإجراء بشكل كبير، حيث غالبا ما يمنح الضوء الأخضر لبعض المنشآت لاحتضان المنافسة الرسمية في غياب مخارج عديدة للجمهور، أو عدم التفريق بين أنصار الفريق المحلي والضيف في المدرجات، ما يؤدي أحيانا إلى مواجهات تتسبّب في حدوث إصابات. هذا، ولاعتماد أي ملعب يتوجب حضور مصالح الأمن والحماية المدنية وممثل البلدية التي يتواجد فيها الملعب، أو ممثل مديرية الشباب والرياضة إذا كان هذا المرفق الرياضي تابعا لها، وممثل النادي الذي يستقبل فيه، إضافة إلى رئيس الرابطة الولائية التابع لها الملعب.