التحايل على الشعب من طرف الحكام أصبح يقابله تحايل المحتالين على الحكم، وعلى الرئيس تحديدا لأخذ الامتيازات. المحتالون في أحزاب البؤس السياسي أصبحوا يرون في التأييد والمساندة للرئيس في كل شيء حتى في كفاحه ضد المرض، وسيلة مثلى للحصول على الامتيازات التي يمنحها الرئيس بناء على ممارسة الشيتة له، لأن المريح للرئيس ورجالات الحكم والولاء للحاكم هي الوسائل الناجعة لتولي المسؤولية في الجزائر، حتى أصبح شعارا لخلق “شيت تصل”! حتى إن من أيد الرئيس في عهدة رابعة من الفيس هو سحنوني لأنه يرى كما يجب؟! أغرب المحتالين الذين ظهروا مؤخرا للاحتيال على الرئيس هي مجموعة من المترشحين للرئاسة قرروا عدم الترشح والدخول في تأييد ومساندة المرشح بوتفليقة.! بل وأكثر من هذا قالوا إن ما جمعوه من توقيعات يتبرعون بها للرئيس بوتفليقة كمساهمة منهم في حملة إنجاح الرئيس الناجح مسبقا.! والثمن بطبيعة الحال الذي ينتظره هؤلاء هو جزء من النعم التي سيغدق بها عليهم الرئيس عندما ينصب في منصبه القديم الجديد! المشكلة ليست في هذه النوعية من البشر بل المشكلة هي في هذا الرئيس الذي يقبل مثل هذا الخلق السياسي الانتهازي أن يكون طريقه إلى الرئاسة من جديد؟! نوعية المؤيدين للرئيس في عهدة رابعة من زعامات الأحزاب ورجال السياسة والوزراء ومجموعات المجتمع المدني تدل على أن الرئيس فقد حاسة التمييز بين الأشياء فليس من الصدفة أن كل الفاسدين سياسيا وأخلاقيا والحثالات الانتهازية من الحكم والرداءة في الأحزاب والمنظمات المدنية هي التي سارعت إلى تأييد الرئيس في عهدة رابعة؟! الرئيس سيوصله إلى العهدة الرابعة هذه المرة أراذل القوم.. فهل هذا يشرفه وهو على أعتاب نهاية حياته بالكامل وليس السياسية فقط؟! لأول مرة منذ الاستقلال يتحقق الإجماع في الرأي العام وفي مختلف الشرائح على أن الرئاسيات القادمة لا معنى لها، وهي بداية لنشوب أزمة وليس نهاية لتأجيل أزمة كما كان الحال من قبل في الرئاسيات السابقة. أتفق تماما مع الزميل حبيب راشدين حين قال لأنصار العهدة الرابعة وخصومها “احترموا عقولنا وافعلوا ما شئتم”! الزميل حبيب راشدين يكاد يكون المرجع الوحيد في الصحافة المعربة الذي حافظ على صفائه المهني وولائه للمهنة وليس للتيارات أو الأشخاص. فلذلك عندما يحس بالغبن لأن الطبقة السياسية الحاكمة والمعارضة على السواء تعبث بعقول المواطنين بطريقة مستفزة فذاك يعني أن الأمور أصبحت لا تحتمل. نعم يا حبيبي حبيب، حال بلادنا تجاوز العبث بالسياسة والعبث بالمال العام والعبث بالمؤسسات الدستورية والعبث بالانتخابات، تجاوز ذلك كله إلى العبث بعقول المواطنين الشرفاء مثلك.. ومع ذلك ما نزال شبه دولة؟!