تواصلت ردود الفعل المنددة بالعبارة غير اللائقة التي أطلقها عبد المالك سلال، مدير حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة، حول الشاوية، حيث أصدرت عدة شخصيات وأحزاب وفعاليات للمجتمع المدني، تصريحات وبيانات تندد بهذه "السقطة" التي جاءت، حسبهم، لتصب الزيت على النار، في وقت تشهد فيه مدينة غرداية مواجهات طائفية لم تفلح كل محاولات الحكومة في إخمادها. وفي هذا الصدد، أوضح بيان ”الحركة الثقافية الأمازيغية” لمنطقة الأوراس، فيما يشبه الرد الضمني على عبارة سلال، أن ”الشاوية مثل باقي المواطنين في الجزائر، ليسوا مغفلين عما يجري من مناورات من هذا النظام الذي يحتضر، مثلما فعل آباؤهم وأجدادهم الذين أطلقوا أول رصاصة في الفاتح نوفمبر 1954، وكانوا الأوائل الذين دافعوا عن وحدة بلد غني بتنوعه وأخوته، دون أن يعير اهتماما لعرائس الڤراڤوز التي تظهر في آخر ربع ساعة”. واستعمل البيان الموقع من رئيس الحركة رشيد بلخيري، عبارات خطابية تهاجم النظام. ”المواطنة ستهزم القبلية والجهوية، الديمقراطية والهوية الأمازيغية ستنتصر على الديكتاتورية والفساد، لا يوجد ”مبيد حشرات ”يستطيع إبادة ”الحشرات” التي لم ينفع في إبادتها النابالم الاستعماري. هذه ”الملايين من الحشرات” لا يمكنها أن تحب نظاما لا يعاقب الفاسدين ويدعي ”القوة” على شعبه. وفهمت هذه العبارات على أنها موجهة للتعليق على كلام سلال الذي قال إن ”الربيع العربي حشرة ستبيدها الجزائر”. ومن الشخصيات السياسية، اعتبر رئيس الحكومة السابق، سيد أحمد غزالي، خرجة سلال ”مخزية” لا يقوم بها سياسي عاقل، لأن خطابه يجب أن يضبط بحيث لا يتوجه إلى شخص أو أقلية”. وهذا ما يثبت حسب غزالي الذي كان ضيفا على منتدى ليبرتي، أن المسؤولين الحاليين ”لا يعرفون المبادئ الأساسية للتخاطب”. أما رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، فقد كتب على صفحته على الفيسبوك، معلقا على كلام سلال ”حتى وإن سلمنا بأنها مجرد مزحة، فهذا يدل على غياب ثقافة الدولة وعدم التحلي بالمسؤولية وعدم إعطاء المنصب حقه، لأن مزحة المسؤول غير مزحة الإنسان العادي، وفي الدول التي تحترم نفسها خطأ جسيم مثل هذا يستدعي الاستقالة”. وحسب مقري فإن ”الذين كلفوا سلال بإدارة حملة بوتفليقة، لو كانوا يحسبون حساب الصوت الانتخابي لأقالوه من هذا المنصب، ولكن صوت الشعب سواء كانوا عربا أم أمازيغ لا يهم في هذا الوطن، ونتائج الانتخابات يصنعونها كما يحبون، ولذلك يفعلون ما يشاؤون”. وردا على ذلك يقول رئيس حمس ”من أراد أن يعاقب هذا النظام على هذه الويلات التي يصنعها فليقاطع الانتخابات ويتركهم وحدهم مع عرسهم”. من جانبها، ذكرت حركة الوطنيين الأحرار أن الجزائر ”تشهد هذه الأيام أحداثا خطيرة، تغذيها تصريحات غير مسؤولة لمسؤولين بمستوى وزراء في السلطة الحاكمة”، مشيرة إلى أن ”الوضع لم يعد محتملا ولا يمكن السكوت عن أشخاص بمستوى رجال دولة - بين قوسين - يقومون بتصريحات عنصرية وشحذ الأحقاد والغضب وتغذية الفتنة بين الجزائريين”. وأدانت الحركة في بيان لها ما اعتبرته ”سبا وشتما للجزائريين في محافل رسمية وعلى مرأى ومسمع شعوب العالم”، وأضافت ”إننا نعتبر ذلك إهانة وإذلالا لنا جميعا من طرف أشخاص جانحين ومراهقين سياسيين لا يمثلون أبدا أخلاقيات وشرف الجزائريين، ونغتنم هذه الفرصة لدعوة كل الوطنيين الأحرار إلى اتخاذ موقف حاسم من هذه التجاوزات التي ارتفعت إلى مستوى الجرائم في حق الشعب الجزائري”.