أعلن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أمس في عرس برلماني تحت تصفيقات وأهازيج حماسية غير مسبوقة، عن “عودة” شبه جزيرة القرم إلى أحضان البلد الأم روسيا. ووقع بعد ذلك على اتفاق ضم شبه جزيرة القرم من جديد واعتبرها جزءا لا يتجزأ من روسيا. أهم ما جاء في الخطاب الذي صفق له مطولا البرلمان بغرفتيه والطاقم الحكومي والأعيان من مختلف مناطق روسيا، تأكيد بوتين على طمأنة الأوكرانيين بعدم تجزئة بلدهم وعلى بناء علاقات “أخوية” مع الروس. لكنه اتهم حكام كييف الجدد بالعمل على التجزئة ليربط تواطؤهم بحلف الناتو قائلا “أفضل أن نستقبل الناتو في سفاستوبول (موقع تواجد الأسطول الرابع الروسي) على أن يستقبلوننا هم في قاعدتهم”. كما اتهم الغرب بتجاوز “الخط الأحمر” بانتهاج “سياسة فرض الأمر الواقع بالقوة”، ثم دخل في حسابات ليثبت أن الأغلبية الساحقة في القرم قررت العودة إلى روسيا، أي إلى طبيعتها الأولى كما قال. وجاء أول رد فعل من نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي وصل إلى وارسو لطمأنة الحلفاء، حيث قال إن روسيا “خرقت القانون الدولي وسيادة أوكرانيا”، وإنها “استحوذت على أرض”، وإنها أضحت “معزولة” عالميا. وأعلن بايدن عن نشر 12 طائرة “أف16” في بولندا ووحدات عسكرية في دول الجوار وتقوية التضامن على مستوى حلف الناتو والشروع في مناورات. كما أعلن عن إقامة الدروع الصاروخية المتفق عليها منذ 5 سنوات، قريبا. واقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة “مجموعة7” في لاهاي لتبادل وجهات النظر في أزمة أوكرانيا. من جهته، ندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند بضم القرم. ودعا إلى “جواب أوروبي قوي”، وكشف بيان الإليزيه عن عدم اعتراف فرنسي “لا بالاستفتاء ولا بضم هذه المنطقة الأوكرانية لروسيا”، وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل إن الاستفتاء “غير مطابق للشرعية الدولية”. في حين أعرب وزير خارجية بريطانيا وليام هايغ عن “الأسف” بسبب “العزل” الدولي الذي اختارته روسيا لنفسها، فيما قال الناطق باسم الدبلوماسية الأوكرانية أفغيني بربيبينس إن كييف “لن تعترف أبدا باستقلال ولا بضم القرم إلى روسا”. وشدد حزب “أودار” (الضربة) للملاكم السابق فيتالي كليشكو المرشح لانتخابات 25 ماي المقبل، اللهجة تجاه روسيا، ودعا إلى قطع العلاقات مع موسكو “فوريا”. بينما اتهم الوزير الأول أرسيني ياتسنوك المخابرات الروسية بتأجيج الوضع في شرق أوكرانيا لتبرير “الاعتداء العسكري” بحجة حماية الرعايا الروس.