صدرت، حديثا، عن دار النشر “عالم الأفكار”، الترجمة الفرنسية لكتاب البرلماني الإنجليزي اللورد لوذيان بعنوان “كيف خسر الغرب الشرق الأوسط”، وأنجز الترجمة الأستاذ أمير نور. يضم الكتاب أفكار اللورد لوذيان، وبمنتهى الصراحة والوضوح السياسات الغربية تجاه المنطقة العربية والإسلامية، وما شابها وعابها من مواقف تعكس غطرسة الغرب الإمبريالي الآفل نجمه، وجشعه الذي لا حدود له، وطبيعته التطفلية القائمة على استغلال الشعوب وتدمير مواردها المادية والفكرية والخلقية. يعكس كتاب “كيف خسر الغرب الشرق الأوسط”، حسب الأستاذ محمود براهم، ما يتمتع به اللورد لوذيان من حسن نية وصدق طوية، تجلت في استهجانه وامتعاضه واستنكاره لما تميز به الغرب من مواقف لئيمة، أخطرها وأشدّها احتقاره للذات الإنسانية للمسلمين ومغامراته العسكرية الخائبة في أفغانستان والعراق وليبيا وتهديداته السافرة ضد إيران وسوريا. وقد ختم المؤلف عمله هذا بسؤال مهم: هل استخلص الغرب العبر من الماضي؟ وبأمنية: هل سيستطيع الغرب أن يربح من جديد، وبالمعنى الخلقي، ذلك الشرق الأوسط الذي فقده؟ وقد أجاد الأستاذ أمير نور في تمحصه للتسلسل التاريخي وتفحصه للأحداث تفحصا دقيقا، مستعينا في ذلك بالمنظورات الثمينة التي قدمها أعلام أوغلوا في التأمل الحضاري والتحليل الاجتماعي في تفسيرهم للماضي والحاضر واستشرافهم للمستقبل، وعلى رأس هؤلاء الأستاذ مالك بن نبي وإسهامه في تحليل مشكلاتنا الحضارية وفهمها فهما رصينا عاقلا مستوعبا، من أجل استحضار وتمثُّل شروط نهضتنا واستعادة أمتنا لدورها الحضاري بثبات وعزم. ومن أهم ما ورد من أفكار في عمل اللورد لوذيان هو تحليله للمواقف والسياسات والإستراتيجيات التفتيتية التي تتربص بأمتنا الدوائر ولا ترقب فيها إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً.